-عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (خلق الله آدم على صورته، طوله ستون ذراعًا، فلما خلقه قال: اذهب فسلم على أولئك -نفر من الملائكة جلوس- فاستمع ما يُحَيُّوْنَكَ فإنها تحيتك وتحية ذريتك، فقال: السلام عليكم، فقالوا: السلام عليك ورحمة الله، فزادوه: ورحمة الله، فكل من يدخل الجنة على صورة آدم، فلم يزل الخلق ينقص بعد حتى الآن) متفق عليه (1) .
-وعنه -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا قاتل أحدكم أخاه فليجتنب الوجه، فإن الله خلق آدم على صورته) رواه مسلم (2) .
استشكل بعض أهل العلم قوله -صلى الله عليه وسلم-: (خلق الله آدم على صورته) ، حيث فهموا أن القول: بإعادة الضمير على الله تعالى في هذا الحديث، يلزم منه التشبيه -تشبيه صورة آدم بصورة الله تعالى- ولذلك اختلفوا في متعلق الضمير على أقوال يأتي بيانها قريبًا إن شاء الله تعالى.
(1) البخاري: كتاب الاستئذان، باب: بدء السلام (5/ 2299) ح (5873) ، ومسلم: كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب: يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير (17/ 184) ح (2841) .
(2) صحيح مسلم: كتاب البر والصله، باب: النهي عن ضرب الوجه (16/ 404) ، (2612) .