فهرس الكتاب
الصفحة 619 من 695

فمن وحد الله وآمن بالقدر فقد استمسك بالعروة الوثقى"1 رواهما الطبراني."

وقال المناوي2 في شرح هذا الحديث:"لأن من قطع بأن الخلق لو اجتمعوا على أن ينفعوه لم ينفعوه إلا بشيء قدره الله له، ولو اجتمعوا على أن يضروه لم يضروه إلا بشيء قدره الله عليه، وطرح الأسباب فقد استمسك بالعروة الوثقى"3.

1 [254ح] "معجم الطبراني الأوسط مع"مجمع الزوائد": (7/ 197) . و"الجامع الصغير"مع"الفيض": (4/534 , ج 6178) . والحديث عن ابن عباس- رضي الله عنهما-. والحديث قال فيه الهيثمي: وفيه هانئ بن المتوكل وهو ضعيف. وضعفه الألباني, انطر:"ضعيف الجامع": (ص 602 , ح4132) , و"شرح العقيدة الطحاوية": (ص 255) , حاشية (245) . انظر بقية التخريج في الملحق."

2 هو: عبد الرؤوف بن تاج العارفين بن علي بن زين العابدين الحدادي المناوي الشافعي, كان عالما زاهدا عابدا قانتا لله, أخذ علمه عن بعض المتصوفة, وأخذ عن مشايخ الصوفية طرق الخلوتية والشاذلية والنقشبندية وتلقن الذكر من قطب زمانه عبد الوهاب الشعراني, من كتبه كتاب جمع فيه أصول الدين, وأصول الفقه وأحكام النجوم والتصوف وغيرها من العلوم, ولد سنة 952 هـ, وتوفي سنة 1031 هـ. انظر ترجمته في:"معجم المؤلفين": (5/ 220- 221) ,"خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر": (2/ 412- 416) .

3 انطر:"فيض القدير"للمناوي: (4/ 534) . وهذه العبارة مما فيه إجمال, فإن قصد بطرح الأسباب عدم الاعتماد عليها مع عدم إنكار خلق الله لها وجعلها سببا للمسببات فلا بأس. وأما إن قصد إنكار طبائع الأسباب فهذا نقص في العقل, وإن قصد رفض الأسباب بالكلية فهو قدح في الشرع. واعتقاد أهل السنة والجماعة عدم إنكار ما خلقه الله من الأسباب التي يخلق الله بها المسببات فالله سبحانه وتعالى يقول: {حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَاباً ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ} [الأعراف: 57] . وقال تعالى: {يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ} [المائدة: 16] فأخبر سبحانه أنه يفعل بالأسباب. انطر:"التدمرية"لابن تيمية: (ص 210) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام