لصلاحه أو لعلمه أو لشرفه وصيانته ونحو ذلك من الأمور الدينية، فهو مستحب وإن كان لغناه ودنياه1 وشوكته وجاهه ونحو ذلك، فهو مكروه) 2.
اعلم أنه لم يكن من عادة الصحابة تقبيل يد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أفضل الخلق3 صلوات الله وسلامه عليه، فمن جعل ذلك عادة فقد خالف ما عليه السلف، وأما من فعل ذلك بعض الأحيان، ولم يجعله عادة مستمرة فهذا لا بأس به، بل قد يستحب، وعلى هذا يحمل الحديث المذكور عن ابن عمر - رضي الله عنهما -"أنهم لما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة مؤتة قالوا: يا رسول الله، نحن الفرارون، قال: بل أنتم العكارون 4 إنا لكم فئة، قال: فقبلنا يديه ورجليه"5.
1 في"ر"و"ع": (أو دنياه) , وفي"ش"سقطت كلمة: (كان) .
2 انظر:"روضة الطالبين": (10/ 236) , وانظر:"الأذكار"للنووي: (ص 330) .
3 هذا في"الأصل", وفي بقية النسخ: (وهو أفضل من الخلق) .
4 أي: العطافون, يقال: عكر واعتكر كر وانصرف, ورجل عكار في الحرب عطاف كرار والعكار الذي يولي في الحرب ثم يكر راجعا. انظر:"لسان العرب": (4/ 599) .
5 [236 ح] "سنن أبي داود": (3/ 106 , ح 2647) , كتاب الجهاد, باب في التولي يوم الزحف. و"سنن الترمذي": (4/ 215 , ح 1716) , كتاب الجهاد, باب ما جاء في الفرار من الزحف."مسند الإمام أحمد": (2/ 110- 111) . والحديث عن ابن عمر -رضي الله عنه-. والحديث قال الترمذي فيه: حديث حسن لا نعرفه إلا من حديث يزيد بن أبي زياد. وضعفه الألباني كما في"إرواء الغليل": (5/ 27 , ح 1203) , و"ضعيف سنن أبي داود": (ص 257- 258 , ح 567) . انظر بقية التخريج في الملحق.