قال الشيخ محيي الدين النووي - رحمه الله تعالى-: (اتفق العلماء على أن هذا الحديث ليس فيه حصر أسمائه سبحانه وتعالى، وليس معناه أنه ليس له أسماء1 غير هذه التسعة والتسعين، وإنما المقصود من الحديث أن هذه التسعة والتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة، فالمراد الإخبار عن الدخول الجنة بإحصائها، لا [الإخبار] 2 بحصر الأسماء، ولهذا جاء في الحديث الآخر:"أسألك بكل اسم سميت به نفسك أو استأثرت به في علم الغيب عندك"34.
وقد ذكر الحافظ أبو بكر بن العربي المالكي5 عن بعضهم: أن لله
1 هذا في"الأصل", وفي بقية النسخ: (ليس له اسم) .
2 في"الأصل": (لأخبار) , وقد صححت من بقية النسخ.
3 [222 ح] "مسند الإمام أحمد": (1/ 391) ,"صحيح ابن حبان": (الإحسان) : (2/ 159- 160 , ح 968) ,"مستدرك الحاكم": (1/ 509) . والحديث من رو، الآية عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-. والحديث قال فيه الحاكم: حديث صحيح على شرط مسلم إن سلم من إرسال عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه, فإنه مختلف في سماعه من أبيه. ووافقه الذهبي على ذلك وزاد (وأبو سلمة لا يدري من هو ولا رو، الآية له في الكتب الستة) . وقال الهيثمي: رجال أحمد وأبي يعلى رجال الصحيح غير أبي سلمة الجهني, وقد وثقه ابن حبان. وصححه الشيخ الألباني في"سلسلة الأحاديث الصحيحة": (1/ 336- 338 , ح 199) . انظر بقية التخريج في الملحق.
4"شرح النووي على صحيح مسلم": (17/ 8) , كتاب الذكر والدعاء, باب في أسماء الله تعالى.
5 هو: العلامة الحافظ القاضي, أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد الإشبيلي, صنف في الحديث والفقه والأصول وعلوم القرآن والأدب والنحو ومن كتبه:"أحكام القرآن", و"الأمل الأقصى بأسماء الله الحسنى", وكان قد تخرج بأبي حامد الغزالي وبأبي زكريا التبريزي, ولد سنة 468 هـ, ومات سنة 543 هـ. انظر ترجمته في: تذكرة الحفاظ": (4/1294- 1298) ,"وفيات الأعيان": (4/296- 297) ,"طبقات المفسرين"للداودي: (2/ 167- 171) ."