فهرس الكتاب
الصفحة 556 من 695

وقال قتادة: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في غزوة تبوك وبين يديه ناس من المنافقين، فقالوا: يرجو هذا الرجل أن يفتح قصور الشام وحصونها؟ هيهات هيهات، فأطلع الله نبيه صلى الله عليه وسلم على ذلك، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم احبسوا علي الركب فأتاهم، فقال: قلتم كذا وكذا، فقالوا: يا نبي الله، إنما كنا نخوض ونلعب، فأنزل الله فيهم ما تسمعون 1. وقال الكلبي ومقاتل: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في غزوة تبوك، وبين يديه ثلاث نفر من المنافقين: اثنان يستهزئان بالقرآن والرسول صلى الله عليه وسلم والثالث يضحك2 وقيل: كانوا يقولون: إن محمدا يوهم أنه يغلب الروم، ويفتح مدائنه ما أبعده عن ذلك، وقيل: كانوا يقولون: إن محمدا يزعم أنه نزل في أصحابنا قرآن إنما هو قوله وكلامه وقوله: {قل} يا محمد، {أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ} فيه توبيخ وتقريع للمنافقين3 والمعنى: كيف يقدمون على الاستهزاء بالله، يعني: بفرائضه وحدوده وأحكامه، قال الله عز وجل {لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} 4 يعني: قل لهؤلاء المنافقين: لا تعتذروا بالباطل قد كفرتم بعد إيمانكم، يعني: أن الاستهزاء بالله وآياته ورسوله كفر، وكذلك الرضا به كفر قال الله

1 انظر:"تفسير الطبري": (6/ 10/ 172) . و"تفسير عبد الرزاق": (1/ 2/ 282) , و"تفسير ابن كثير": (2/ 382) , و"تفسير السيوطي": (4/ 230) .

2 انظر:"تفسير السيوطي": (4/ 31) , و"تفسير الفخر الرازي": (16/ 125) .

3 انظر:"تفسير الشوكاني": (2/ 377) .

4 سورة التوبة، الآية: 66.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام