ورواه البرقاني في
عن أبي البختري1 قال: حدثني من سمع النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"لن يهلك الناس حتى يعذروا من أنفسهم"أخرجه أبو داود،2 ومعنى يعذروا، أي: لا يهلكهم الله حتى تكثر ذنوبهم وعيوبهم، فتقوم الحجة عليهم، ويتضح عذر من يعاقبهم3 ورواه البرقاني4 في
1 هو: سعيد بن فيروز بن أبي عمران أبو البختري الطائي, كان من كبار فقهاء الكوفة, روى عن بعض الصحابة كابن عمر وعلي وغيرهما, وكان رفيقا, روى عنه زيد بن جبير أنه قال له: (لا تقل والله حيث كان, فإنه بكل مكان) , وقد روى عن أبي سعيد الخدري عن النبي - صلى الله عليه وسلم:"القلوب أربعة: فقلب أجرد فيه مثل السراج ..."الحديث, قتل بدير الجماجم في الواقعة التي بين الحجاج وبين الأشعث, وكان مع ابن الأشعث, وذلك سنة 83 هـ. انظر ترجمته في:"تهذيب التهذيب": (4/ 72- 73) ,"حلية الأولياء": (4/ 379- 386) ,"شذرات الذهب": (1/ 92) .
2"سنن أبي داود", (4/ 515, ح 4347) , كتاب الملاحم, باب الأمر والنهي."مسند الإمام أحمد": (4/ 260) . والحديث صححه الألباني كما في"صحيح سنن أبي داود", و"صحيح الجامع": (2/ 928, ح 5231) .
3 انظر:"النه، الآية في غريب الحديث": (3/ 197) .
4 هو: أحمد بن محمد بن أحمد أبو بكر المعروف بالبرقاني الحافظ الثبت صاحب التصانيف كان شغوفا بعلم الحديث صارفا همته له حتى نقل عنه قوله لرجل من الفقهاء الصلحاء: (ادع الله أن ينزع شهوة الحديث من قلبي فإن حبه قد غلب عليَّ فليس لي اهتمام إلا به) , وُلد سنة 336 هـ, وتوفي سنة 425 هـ. انظر ترجمته في:"تاريخ بغداد": (4/ 373- 376) ,"تذكرة الحفاظ": (3/ 1074- 1076) ,"شذرات الذهب": (3/ 228) .