فهرس الكتاب
الصفحة 365 من 695

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه"

بنيانا يسترهم لأنهم من أهل سنتنا.1

{عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لتتبعن سنن} أي: طرق {من كان قبلكم حذو القذة بالقذة} أي: تعملون مثل أعمالهم، والقذة: ريشة السهم، وجمعه: على قذذ، أي: كما يقدر كل واحد منها على قدر صاحبتها فتقطع، فضرب مثلا للشيئين يستويان ولا يتفاوتان {حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه"} مبالغة في اقتدائهم بمن قبلهم، خصه لشدة ضيقه،2 وفيه علم من أعلام النبوة; لأنه وقع كما أخبر، والضب: حيوان بري يشبه الجرذون3 ولكنه كبير القد،4

1 انظر:"تفسير الطبري", (9/ 15/ 225) . قال ابن كثير رحمه الله تعليقا على هذا الخبر: (والظاهر أن الذين قالوا ذلك هم أصحاب الكلمة والنفوذ, ولكن هل هم محمودون أم لا؟ فيه نظر; لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد يحذر ما فعلوا) . انظر"تفسير ابن كثير": (3/ 82) , سورة الكهف, ال، الآية: 21. وهم مذمومون لا محالة; لأن في فعلهم من البناء على القبور مخالفة للتوحيد والنهي عن الشرك الذي لم يختلف فيه الأنبياء.

2 وكذلك لشدة تعرجه, وقد حدث تصديق ذلك مما نرى من اتباع كثير من المسلمين لمناهح الغرب والتشبه بهم في أخلاقهم ومحاكاتهم في أفعالهم.

3 تشبيه الضب بالجرذون بعيد, ولو شبهه بالتمساح أو الورل لكان أقرب.

4 القد: القطع من الاستطالة, ويطلق على القامة. انظر:"لسان العرب": (3/ 344- 345) , مادة: (قدد) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام