فهرس الكتاب
الصفحة 235 من 695

وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ 1.

فمن قال بهذا القول الثاني أثبت للكفار محبة الله تعالى لكن جعلوا الأصنام شركاء له في المحبة مع أنهم يحبون الله حبا عظيمًا لم يدخلهم في الإسلام، فكيف بمن أحب الند حبًّا أكبر من حب الله، فكيف بمن لم يحب إلا الند وحده، ولم يحب الله تبارك وتعالى2 {وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ} 3، أي: أثبت وأدوم على محبته; لأنهم لا يختارون مع الله سواه، والكفار يعدلون عن أصنامهم في الشدائد ويقبلون على الله تعالى كما أخبر عنهم {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} 4 والمؤمنون لا يعدلون عن الله تعالى في السراء، ولا في الضراء ولا في الشدة ولا في الرخاء، فكيف بمن يشرك به في حال الشدة وفي حال الرخاء5.

(1) سورة البقرة، الآية: 165.

(2) انظر: (( مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب ) )قسم العقيدة والآداب: (ص 25) , كتاب التوحيد. وبمثل هذه الفقرة وما بعدها يعرف مدى تأثر الشارح بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب السلفية.

(3) سورة البقرة، الآية: 165.

(4) سورة العنكبوت، الآية: 65.

(5) ولعل الشارح قد استفاد ذلك من كلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب في القاعدة الرابعة من القواعد الأربع حيث قال: (إن مشركي زماننا أغلظ شركًا من الأولين; لأن الأولين يشركون في الرخاء ويخلصون في الشدة, ومشركو زماننا شركهم دائمًا في الرخاء والشدة) واستدل عليه ب، الآية العنكبوت.

انظر: (( مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب ) )قسم العقيدة: (ص 202) .

وربما كان يعايش مجتمعًا شبيهًا بالمجتمع الذي ظهر فيه الشيخ محمد بن عبد الوهاب فأشبهت العبارة العبارة.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام