عبده
عن أبي نعيم1 ولم يسم أحد قبله به، لكن لما قرب زمانه صلى الله عليه وسلم ونشر أهل الكتاب نعته، سمى قوم أولادهم به رجاء النبوة لهم، {اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ} 23.
وروى أهل أهل السير أنه قيل لجده عبد المطلب- وقد سماه في سابع ولادته لموت أبيه قبلها، أي: قبل ولادته-: لم سميت ابنك محمَّدًا وليس من أسماء آبائك ولا قومك؟ قال: رجوت أن يحمد في السماء والأرض4 وقد حقق الله رجاءه كما سبق في علمه تعالى.
تنبيه: لم يلد عبد الله وآمنة غير رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم {عبده} قدمه لأنه أكمل أوصافه، وكذا خصه بالذكر في أشرف كماله5
(1) هو: أحمد بن عبد الله بن أحمد المهراني, الأصبهاني, الحافظ, الصوفي, له كتب كثيرة أشهرها (( حلية الأولياء ) ), ومن كتب العقائد: كتاب في (( صفة الجنة ) ), وكتاب (( المعتقد ) ), وكتاب في (( دلائل النبوة ) ). قال الذهبي: (قد كان أبو عبد الله بن منده يُقزع في المقال في أبي نعيم لمكان الاعتقاد والتنازع فيه بين الحنابلة وأصحاب أبي الحسن, ونال أبو نعيم -أيضا- من أبي عبد الله في(( تاريخه ) )وقد عرف وهن كلام الأقران المتنافسين بعضهم في بعض نسأل الله السماح) . انظر ترجمته في: (( تذكرة الحفاظ ) ): (3/ 1092-1098) , (( سير أعلام النبلاء ) ): (17/ 453-464) , (( شذرات الذهب ) ): (3/ 245) .
(2) الأنعام، الآية: 124.
(3) (( الشفا ) )للقاضي عياض: (1/ 313) , (( عيون الأثر ) )لليعمري: (1/ 89) .
(4) انظر: (( السيرة النبوية ) )لابن كثير: (1/ 210) .
(5) عبارة: (وكذا خصه بالذكر في أشرف كماله) حذفت من (( ر ) ).