فهرس الكتاب
الصفحة 155 من 695

لعن الله من لعن والديه

الله من الشرك الأكبر، ووجه الدلالة على ذلك من الآيتين الكريمتين ظاهر، وهو أن الله قرن الذبح بالصلاة، ومعلوم أن من صلى لله ولغيره فقد أشرك، قال الرافعي1 من الشافعية: واعلم أن الذبح للمعبود نازل منزلة الجود، فمن ذبح لغير الله من حيوان أو جماد لم تحل ذبيحته وكان كافرًا، كمن سجد لغير الله سجدة عبادة.

يروى"أن إبليس -لعنه الله- أتى في صورة رجل رحمة بنت افراثيم بن يوسف2 حين ابتلى الله أيوب عليه السلام، فقال لها: ليذبح أيوب هذه السخلة لي فقالت -لأيوب زوجها عليه السلام-: اذبح هذه السخلة3 واسترح، فقال لها: والله لئن شفاني الله لأجلدنك مائة جلدة ... ويلك أتأمريني أن أذبح لغير الله"4.

{"لعن الله من / لعن والديه"5} اعلم أن لعن المسلم المصون حرام

(1) هو: عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم -أبو القاسم- الرافعي القزويني, من كبار علماء الشافعية, وقد كان زاهدا ورعا عابدا, ذكر أن نسبته إلى رافع بن خديج الصحابي الأنصاري -رضي الله عنه- ولد سنة 555 هـ, وتوفي سنة 623 هـ. انظر ترجمته في: (( سير أعلام النبلاء ) ): (22/252-255) , (( شذرات الذهب ) ): (5/108-109) , (( الأعلام ) )للزركلي: (4/55) .

(2) واسمها في كتاب (( الكامل في التاريخ ) ) (1/128) : رحمة ابنة إفراهيم بن يوسف. وفي (( تفسير البغوي (((3/259) : بنت إفراثيم بن يوسف كما هو هنا.

(3) قوله: (لي فقالت -لأيوب زوجها عليه السلام- اذبح هذه السخلة) ثابت من (( الأصل ) ), وقد سقط من بقية النسخ.

(4) انظر: (( تفسير البغوي ) ): (3/261) , و (( تفسير السيوطي ) ): (5/658) .

(5) مسلم: الأضاحي (1978) , والنسائي: الضحايا (4422) , وأحمد (1/108) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام