يتلخص لدينا مما سبق من فضائح عبيد القانون؛ أن دستورهم هذا قائم على الكفر والشرك والزندقة والإلحاد ومحاربة الله ورسوله ودينه، فهم لا يعترفون بالله عز وجل ولا بتشريعه، بل الكلمة الأولى والأخيرة ترجع إلى رأي وهوى مشرّعهم، ويظهرون ويعلنون - كما رأيت - ويجاهرون بتحرجهم البالغ من الاستسلام لشرع الله وحكمه وحده.
لا يقيمون وزناً لملة التوحيد ودين الإسلام، فهم يحترمون ويحمون جميع أديان الكفر والشرك والوثنية وكل الملل الخبيثة التي تُضاد التوحيد وتنافيه وتحاربه، ويحمون طقوسها الشركية ويدافعون عن كتبها وعقائدها الكفرية، ويساوون أهل الإسلام بأهل الأوثان والإجرام، ويفتحون باب الردة على مصراعيه، بل ويعاقبون كل من حاول إغلاقه ودرء الناس عنه.
السلطان الحقيقي عندهم ليس لله تَعَالى، كما أمر سبحانه وأوجب، وإنما للأمة بفجّارها وكفّارها وزناتها ولصوصها وأفّاكيها، وهي صاحبة السلطات جميعاً، ويمثل أولئك الحثالات وغيرهم"مجلس الأمة"و"الأمير"،"وفقاً للدستور"، وهذا ثالوثهم الذي يقدسون ويعبدون.
وكتابهم الذي يعظمونه ويقدسونه ويجلونه ويحكمونه ويقدمونه على كتاب الله هو الدستور وقوانينه، أما القرآن فليس له اعتبار ولا تقدير ولا سلطان ولا تحكيم، ولا يأخذون منه - حين يأخذون للتلبيس على العباد - إلاّ ما كان موافقاً لأهوائهم وشهواتهم، متمشياً مع"مصالح البلاد"الفاسدة وواقعها النتن.
فانظر إلى الإسلام كيف بقاؤه من بعد هذا القول ذي البطلان
والله لولا الله حافظ دينه لتهدمت منه قوى الأركان
فاحمد إلهك أيها السني إذ عافاك من"قانون"ذي بهتان
"قانونهم"أحداث هذا العصر ناقضة لأصل طهارة الإيمان
"قانونهم"ريح المقاعد أين تلك الريح من روحٍ ومن ريحان