وهذا الدين ليس دين الإسلام الذي بعث الله به نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم للناس كافة والذي لا يقبل الله ديناً سواه، قال تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران: 85] ، وإنما هو"دين ديمقراط"الذي يُعرّفونه بالديمقراطية، وهو حكم الأكثرية، أي أن التشريع يكون بما يراه ويهواه أكثر الناس، والله رب الناس يقول: {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ} [يوسف: 103] ، ويقول سبحانه في أكثر من آية في كتابه {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} [الجاثية: 26] ، ويقول: {وَلَكِنَّ أَكْثرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ} [غافر: 61] ، ويقول: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ} [غافر: 59] ، ويقول: {فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُورًا} [الفرقان: 50] ، ويقول: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلاَّ وَهُمْ مُشْرِكُونَ} [يوسف: 106] ، ويقول: {وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ} [المؤمنون: 70] ، ويقول: {بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ} [العنكبوت: 63] ، ويقول: {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ} [الأنعام: 116] .
هذا قول الله رب الناس وحكمه العادل في أكثرهم وهو خالقهم، {أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الملك: 14] .
والله قد أمر نبيه صلى الله عليه وسلم بالحكم بين الأمة بما أنزل إليه وحذره من اتباع أهوائها وآراءها، فقال: {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ} [المائدة: 49] .
ومع ذلك فالياسق يقول: (الأمة مصدر السلطان جميعاً) .