فهرس الكتاب
الصفحة 44 من 208

وهذا الدين ليس دين الإسلام الذي بعث الله به نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم للناس كافة والذي لا يقبل الله ديناً سواه، قال تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران: 85] ، وإنما هو"دين ديمقراط"الذي يُعرّفونه بالديمقراطية، وهو حكم الأكثرية، أي أن التشريع يكون بما يراه ويهواه أكثر الناس، والله رب الناس يقول: {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ} [يوسف: 103] ، ويقول سبحانه في أكثر من آية في كتابه {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} [الجاثية: 26] ، ويقول: {وَلَكِنَّ أَكْثرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ} [غافر: 61] ، ويقول: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ} [غافر: 59] ، ويقول: {فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُورًا} [الفرقان: 50] ، ويقول: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلاَّ وَهُمْ مُشْرِكُونَ} [يوسف: 106] ، ويقول: {وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ} [المؤمنون: 70] ، ويقول: {بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ} [العنكبوت: 63] ، ويقول: {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ} [الأنعام: 116] .

هذا قول الله رب الناس وحكمه العادل في أكثرهم وهو خالقهم، {أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الملك: 14] .

والله قد أمر نبيه صلى الله عليه وسلم بالحكم بين الأمة بما أنزل إليه وحذره من اتباع أهوائها وآراءها، فقال: {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ} [المائدة: 49] .

ومع ذلك فالياسق يقول: (الأمة مصدر السلطان جميعاً) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام