فالله عز وجل يخص نفسه العظيمة بالتشريع ويبطل جميع الشركاء الذين أشركهم الناس معه ويبطل تشريعاتهم وينكر على الناس اتباعها.
وياسق القوم يأبى ويعاند ويقول: (السلطة التشريعية يتولاها الأمير ومجلس الأمة) - {أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ} - لا جرم أن من رضي بتشريعهم وقبله ولم يكفر به ويتبرأ منه؛ فقد اتخذ هذا الثالوث وثناً وإلهاً، وجعله نِدّاً لله تعالى.
ونذكِّر هذين المشرعين - أعني الأمير ومجلس أمته - بمصير واحد من المشرعين الغابرين، وهو"عمرو بن لحي"، أول من شرع لقريش عبادة الأوثان وتسييب السوائب.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (رَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ عَامِرِ بْنِ لُحَيٍّ الْخُزَاعِيَّ يَجُرُّ قُصْبَهُ فِي النَّارِ) [30] .
ولن ينفعك يومئذ يا عبد الياسق؛ جيشٌ ولا شرطةٌ ولا"مباحث"، ولا سلطان، ولا المادة رقم (45) من ياسق الكفر التي تقول: (ذات الأمير مصونة لا تُمس) ، ولا المادتان رقم (23) ، و (24) من قوانين جرائم أمن الدولة التي تقضي بإعدام كل من عرض حياة الأمير أو حريته للخطر، أو اعتدى بالقوة على السلطات التي يتولاها، ولا غيرها من المواد، فارجع إلى دين الله تَعَالى وشرعه واكفر وتبرأ من ياسقك هذا، قبل أن يأتيك يوم تقول فيه: {يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيه وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيه يَا لَيْتَهَا كَانَتْ الْقَاضِيَةَ مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيه هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيه} [الحاقة: 25 - 29] .
[25] وهو غير موجود طبعاً، وسترى ما أحلوا محله من الزندقة المكشوفة في قانون الجزاء، وإنما يوردون ذلك ويذكرونه للتضليل وللتهوين من شأن هذه المواد الكفرية وللضحك على عقول المساكين.