[21] بل إن العلامة أحمد شاكر كما في حاشية عمدة التفسير يرى أن آثار هذا الياسق العصري أعظم شراً وأشد خطراً من ياسق التتار، لأن الياسق التتري حين حُكم به العباد قهراً لم يندمج فيه أحد من أفراد الأمة الإسلامية المحكومة يومئذ ولم يتعلموه ولم يعلموه أبناءهم، فما أسرع أن زال أثره. بل إن التتار هم الذين انمزجوا بالإسلام يومها حتى دخل الكثير منهم في دين الله أفواجاً بثبات المسلمين على دينهم وعدم رضاهم أو تقبلهم لذلك الياسق، أما اليوم فإن المسلمين في نظر الشيخ أحمد شاكر أسوأ حالاً وأشد ظلماً وظلاماً من حالهم في ذلك العصر لأن أكثر الأمم الإسلامية الآن تكاد تندمج في هذه القوانين المخالفة للشريعة، وإذا كان هذا رأي العلامة أحمد شاكر عن حال الأمة مع الياسق العصري في زمنه قبل ثلاثين سنة أو أكثر فكيف به لو رأى زماننا هذا وحال كثير ممن ينتسبون إلى الدعوة مع الياسق وعبيده فضلاً عن حال العوام، فالله المستعان.
[22] من عبارات العلامة ابن القيم في كتابه الفوائد.
[23] أبيات مختارة من نونية ابن القيم بتصرف يسير.