فهرس الكتاب
الصفحة 24 من 208

ولكي يتضح لك الأمر وتنجلي عنك كل شبهة، ولا يبقى في ذهنك مجال لتلبيس أهل الباطل وعلماء الحكومات، ممن ينافحون عن هذا الباطل وطغيانه، فها نحن نكشف ونبين لك ونضع بين يديك أمثلة مما يحويه هذا الطاغوت - نعني الدستور وقوانينه الوضعية - من كفر وشرك وسفاهة وزندقة وإلحاد، لتكون على بينة من أمرك ودينك، فتحْذر وتُحذّر من هذا الشرك العظيم - شرك العصر - الذي وقع فيه أكثر الناس في زماننا - شعروا أو من حيث لا يشعرون -

وقبل ذلك لابد أن تعلم؛ بأن شريعة الله تَعَالى قد كانت هي الحاكمة في بلاد المسلمين ولقرون عديدة، ويومها كان المسلمون أعزّة كراماً يُرهبون عدوَّ الله وعدوهم، إلى أن جاء هؤلاء السفهاء من حكام المسلمين، الذين إذا قال لهم الناس والدعاة المخلصون حكِّموا شرع الله! {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا} [النساء: 61] .

جاءوا - لا أبقاهم الله - في غفلة من الأمة وركون من أبنائها، واستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير، فنبذوا الشريعة وأحلوا محلها القانون الوضعي الكافر، كما فعل أعداؤنا التتار يوم استولوا على ممالك المسلمين، حيث حكموا سياستهم الملكية المأخوذة عن ملكهم"سنكزخان" [19] .

يقول الحافظ ابن كثير في تفسير قوله تعالى: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ} [المائدة: 50] ، عن هذا الملك بأنه: (وضع لهم الياسق، وهو عبارة عن كتاب مجموع من أحكام قد اقتبسها عن شرائع شتى؛ من اليهودية والنصرانية والملة الإسلامية وغيرها، وفيها كثير من الأحكام أخذها من مجرد نظره وهواه، فصارت في بنيه شرعا متبعا، يقدمونها على الحكم بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم) [20] .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام