فهرس الكتاب
الصفحة 17 من 208

واعلم؛ أن من أهم أقسام العبادة التي لا يجوز صرفها لغير الله تَعَالى أَيْضاً وإلا كان الإنسان مشركاً؛ الطاعة في التحليل والتحريم والتشريع.

فمن أطاع غير الله تَعَالى في ذلك، أو أظهر الرضى والتسليم بحكمه وتشريعه وقانونه، وتابعه على ذلك، فقد أشرك واتخذ ذلك المتبوع ربّاً، قال تعالى: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنْ الدِّينِ مَا لَمْ يَاذَنْ بِهِ اللَّهُ} [الشورى: 21] .

جاء في"كتاب التوحيد"للشيخ محمد بن عبد الوهاب قوله: (باب؛ من أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله، أو تحليل ما حرم الله فقد اتخذهم أرباباً من دون الله) اهـ.

وذكر فيه حديث عدي بن حاتم في قوله تعالى: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} [التوبة: 31] .

وقال تَعَالى: {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} [الأنعام: 121] .

روى الحاكم وغيره بسند صحيح عن ابن عباس؛ (أن أناساً كانوا يجادلون المسلمين في مسألة الذبح وتحريم الميتة فيقولون: تَاكُلُونَ مَا قَتَلْتُمْ وَلاَ تَاكُلُونَ ممَّا قَتَلَ اللهُ؟!، يعنون: الميتة، فقال تَعَالى: {وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} ) .

وانظر كيف أكد سبحانه وتعالى ذلك بأن المؤكدة.

يقول ابن كثير في تفسير هذه الآية: (أي حيث عدلتم عن أمر الله لكم وشرعه إلى قول غيره فقدمتم عليه غيره فهذا هو الشرك) اهـ.

ويقول الشنقيطي في تفسيره، عن هذه الآية: (فتوى سماوية من الخالق جل وعلا صرّح فيها بأن متبع تشريع الشيطان المخالف لتشريع الرحمن مشرك بالله) اهـ.

ويقول تعالى: {وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا} [الكهف: 26] .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام