فهرس الكتاب
الصفحة 163 من 208

أما عبيد الياسق العصري؛ فدعنا من الخوض في صلاتهم وزكاتهم وصيامهم، فهم لا يصلون بالخلق، ولن نضيع وقتنا في صلاتهم أخروها أم تركوها بالكلية، إذ قد أخروا شريعة الله تَعَالى كلها ونحّوا حدودها عن الحكم واستبدلوها بطاغوتهم الذي بان لك خبثه وباطله وكفره، فهل يجوز لمسلم موحد كافر بهذا الطاغوت أن يكون حارساً له حامياً لباطله فيعمل في شرطة أو جيش عبيده وأوليائه؟

وكيف له أن يقسم عند تخرجه من"كلية الشرطة"أو غيرها من كلياتهم العسكرية بأن يكون مخلصاً للأمير أو الملك - الذي يتولى السلطة التشريعية وفقاً للدستور - وأن يحترم جميع قوانين البلاد، التي علمت أن الواجب على كل مسلم أن يكفر بها ويبغضها ويتبرأ منها ومن أوليائها ليحقق التوحيد الذي هو حق الله على العبيد؟!

هذا ضلال مبين واضح أبداً لا بل هو الشرك بالمعبود عدوانا

نعم والله إنه الشرك بالمعبود عدواناً، فإن هذه الوظائف إذا كانت محرمة أو مكروهة في أزمنة هيمنة الشريعة وحدودها، بسبب جور بعض الأئمة وظلمهم، فإن أصحابها في أزمنة قوانين الكفر - ورب الكعبة - على خطر عظيم وهاوية سحيقة.

وأنا أنقل لكل طالب علم طرفاً من مقالات بعض أئمتنا الأعلام، وحكمهم فيمن دافع عن الشرك وأهله، أو انضم إلى صفوفه، وجعل من نفسه جندياً يقاتل دون الكفر والطاغوت.

سئل شيخ الإسلام رحمه الله تعالى عن المعاونة للظلمة أو لأعداء الله تعالى، فبين أن حكمه حكم المباشر، وأنه يستوي المعاون والمباشر عند جمهور الأئمة، كأبي حنيفة ومالك وأحمد، فمن كان معاوناً كان حكمه حكمهم [مجموع الفتاوى: 3/ 11] .

وعدّ رحمه الله تعالى من قفز من المسلمين إلى معسكر عبيد الياسق التتري وصار في جيوشهم مرتداً، وقال [535/ 28] : (فإنه لا ينضم إليهم طوعاً من المظهرين للإسلام؛ إلا منافق أو زنديق أو فاسق فاجر) اهـ.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام