فهرس الكتاب
الصفحة 156 من 208

[114] وقد سئل الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف آل الشيخ محمد بن عبد الوهاب عمن يرفع عَلَم الدولة الكافرة في سفينة لئلا تهاجم سفينته أو تقطع طريقها.

فأجاب رحمه الله تعالى بقوله: (وأما الدخول تحت حماية الكفار فهي ردة عن الإسلام وأخذ عَلَم منها لا يجوز إذا كانوا لم يدخلوا تحت حمايتهم وولايتهم وليس بمنزلة أخذ الخفير لحماية المال فإن هذا علم وعلامة على أنهم منقادون لأمرهم داخلون في حمايتهم وذلك موافقة لهم في الظاهر) اهـ. من الدرر السنية جزء المرتد: ص (145) .

لذا فنحن نعتقد أن تعليق هذه الشعارات وتلك الأعلام عن علم بما تعنيه وترمز إليه واختيار دون إكراه حقيقي أو تأويل سائغ ليس معصية فقط بل هو كفر ومروق يُصنف صاحبه ويضعه في صفوف الكفار والمشركين ويعامل في الدنيا عند مواجهة أولياء الرحمن لأولياء الشيطان بمعاملتهم، لأنه علامة ظاهرة على الموالاة والتأييد والانقياد للطاغوت الياسق وحكومته، وإظهار للدخول في دين الحكومة.

ويشبه إلى حدّ ما تعليق الصليب ورفعه واتخاذه شعاراً وعلماً، فما الصليب إلا رسم أو خشب أو حديد أو ذهب، ولكن الكفر والباطل في ما يرمز إليه من معان الشرك والتنديد، وكذلك العلم، فالصليب علامة وشعار مشركي النصارى والعلم شعار مشركي القوانين، وإن كانت دلالة الأعلام على الكفر ليست بصراحة دلالة الصليب عند النّاس.

ولذلك فليس من عادتنا - ولله الحمد - أن نضيع الأوقات ونشغلها بالخوض بتكفير أعيان العوام الذين يعلقون تلك الأعلام والشعارات، خصوصاً في واقعنا الممسوخ الملتبس بين خوف وسكوت العلماء وكتمانهم للحق، وبين تلبيس الحكومات وجهل الناس وتخليطهم الكبير، ولو كان الأمر واضحاً كوضوح الصليب لاختلف الحكم والحال، وطالب الحق يعلم الفرق الجلي بين وصفنا لهذا العمل بأنه كفر وشرك تنفيراً عنه وتحذيراً منه، وبين تكفير عين من يفعله، فالكفر لا يقع إلا باستيفاء شروطه وانتفاء موانعه.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام