فهرس الكتاب
الصفحة 7 من 189

وقوله أنه (يزيد وينقص) ، أولاً بالنسبة لأصل الإيمان كما تقدم أن عقيدة أهل السنة والجماعة والذي عليه السلف الصالح قاطبة من الصحابة والتابعين وأئمة الإسلام أنهم يجمعون على أن الإيمان قول وفعل واعتقاد، أو قول وعمل واعتقاد على ما تقدم تفصيله، وأنه يزيد وينقص، وأن انتفاء الإيمان في أحد هذه الأجزاء انتفاء للإيمان بالكلية على ما تقدم الكلام عليه، وأما ما يورده البعض من قولهم إن الإيمان هو اعتقاد القلب وقول اللسان، وأما بالنسبة للجوارح فهذا ليس من الإيمان، وإنما هو من متمماته، أو من كماله، أو شرط صحة، أو نحو ذلك، فهذا من الخطأ، وإنما نقول: إن الاعتقاد والقول أو عمل الجوارح كلها إيمان، لا هذا شرط لهذا، وليس هذا شرط لذاك، وإنما نقول: إن الإيمان هو قول وفعل واعتقاد، فلا بد أن تتوفر هذه حتى يوصف الإيمان، وإذا انتفى واحد منها فقد وقع الانتفاء عليها كلها، كأن يأتي شخص ويقول: مات محمد بن زيد، وأتى آخر وقال: مات ابن زيد، أو جاء آخر ويقول: مات محمد فهو واحد، فإذا باشر الإنسان الكفر بفعله وقع في الكفر، وإذا باشر الكفر بقوله وقع في الكفر، وإذا باشر الكفر باعتقاده وقع في الكفر، ولو كان يعمل الطاعة؛ ولهذا الإنسان يكفر بورود شعبة الكفر فيه إذا تحققت على سبيل العمد، وأما بالنسبة للإيمان فلا بد من توفر مجموع الشعب حتى يتحقق بذلك الإيمان أو قوة الإيمان، وتنتفي بذلك الموانع.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام