وذكر المصنف رحمه الله جملة من الأدلة من كلام الله جل وعلا على زيادة الإيمان، وإذا ثبت أن الإيمان يزيد فيلزم من ذلك ثبوت النقصان؛ لأن الزيادة جاءت على نقص، وكذلك فإن الزيادة لها سبب، فإذا زال ذلك السبب زال ذلك الإيمان، فإن الطاعة والعبادة التي يؤديها الإنسان هي التي تسببت في زيادة الإيمان، فإذا زالت زالت تلك الزيادة ونقص حينئذٍ الإيمان، وهذا مقتضى النص ولازم المعنى، وقد أورد المصنف في ذلك جملة من الآيات كقول الله جل وعلا: لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ [الفتح:4] ، وَزِدْنَاهُمْ هُدًى [الكهف:13] ، وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى [مريم:76] .
قال رحمه الله تعالى: [والحب في الله، والبغض في الله من الإيمان] . يقول هنا: (والحب في الله والبغض في الله من الإيمان) حينما نقول: إن الحب في الله والبغض في الله من الإيمان فهذا إشارة إلى وجود شيء من الأعمال يزيد في الإيمان، وهنا يورد المصنف رحمه الله تعالى جملة من معاني الإيمان فيقول: (باب إطعام الطعام من الإسلام) إشارة إلى زيادة الإسلام بهذه الأعمال، سواء بعمل الجوارح، أو أقوال اللسان، أو عمل القلب، ومقصده في ذلك هو تحقق هذا الأصل، وثبوت أسماء الإسلام والإيمان والإحسان أيضاً.
شرح أثر عمر بن عبد العزيز: إن للإيمان فرائض وشرائع
قال رحمه الله: [وكتب عمر بن عبد العزيز إلى عدي بن عدي: إن للإيمان فرائض وشرائع وحدوداً وسنناً، فمن استكملها استكمل الإيمان، ومن لم يستكملها لم يستكمل الإيمان، فإن أعش فسأبينها لكم حتى تعملوا بها، وإن أمت فما أنا على صحبتكم بحريص] .