فهرس الكتاب
الصفحة 64 من 189

ثم قال صلى الله عليه وسلم: (إن شاء عفا عنه وإن شاء عاقبه) ، هذا في كل الذنوب إلا الشرك، فالله عز وجل لم يجعله تحت مشيئته سبحانه وتعالى من جهة الغفران أو عدمه، وإنما قضى الله عز وجل فيه العقاب فقال: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [النساء:48] ، أي: يجب على المشرك أن يتوب في الدنيا، فإن مات على كفره فهو من أهل النار.

قال رحمه الله: [باب من الدين الفرار من الفتن. حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة عن أبيه عن أبي سعيد الخدري أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر، يفر بدينه من الفتن) ] .يقول: (باب من الدين الفرار من الفتن) يعني: الوقاية مما يخدش الدين من الدين؛ ولهذا جاءت الشريعة بالمدافعة، وهذه المدافعة لأعداء الإنسان، وهم ثلاثة: نفسه الأمارة بالسوء، وشياطين الإنس، وشياطين الجن، هؤلاء هم أعداء الإنسان، فعلى الإنسان أن يتوقى من هؤلاء الخصوم في هذه الأرض.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام