فعذب الله تلك المرأة بالهرة حبستها، وذاك لم يعمل خيراً قط، لكن هل بقي صامتاً؟ لا، يعني ثمة أعمال عملها لكنها في الحرام، ومن ذلك أنه ربما قتل البهائم وحبسها، يعني أنه فعل زيادة عما فعلت المرأة ومع ذلك دخل الجنة، يعني أن الذنب يعظم عند الله بحسب انصراف قلب الإنسان عن هيبة الخالق في حال وقوع الذنب؛ لهذا المرأة التي حبست الهرة ما فكرت بعد ساعة ماذا تفعل هل ستموت أو نحو ذلك، فهو ليس حبساً مؤقتاً، مما يعني ديمومة قسوة القلب، وهذا لا يتحقق إلا مع الغفلة، ولهذا أشار النبي عليه الصلاة والسلام إلى ذلك فقال: (لا هي أطعمتها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض) ، يعني أنها لم تطلقها حتى تأكل، ومعلوم أن حاجة البهيمة للطعام ليست في الدقيقة، أو في الساعة، أو في الساعتين، أو في الثلاث، ربما تحتاج إلى ما هو أبعد من ذلك، يعني أن هذا دليل على الاستهانة، فالحبس ليس حبساً مؤقتاً، وإنما هو دائم، كذلك أيضاً فإن ذلك التعظيم يرجع فيه إلى ذات الإنسان من جهة باطنه، ويرجع إلى ما هو خارج عنه من جهة الزمن، ومن جهة المكان.
قال رحمه الله: [حدثنا إسحاق بن منصور، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن همام، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا أحسن أحدكم إسلامه، فكل حسنة يعملها تكتب له بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، وكل سيئة يعملها تكتب له بمثلها) ] .