فهرس الكتاب
الصفحة 186 من 189

الدين النصيحة يعني: مجموعه وكله هو النصيحة، والمراد بالنصح هو الخلوص وتمحض الشيء للإنسان، وهذا الحديث وهو قول النبي عليه الصلاة والسلام: (الدين النصيحة) قد وصله الإمام مسلم رحمه الله في كتابه الصحيح من حديث تميم الداري. وقوله: إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ [التوبة:91] أي: أخلصوا العمل لله عز وجل، وأيضاً كان عملهم الذي يبادرونه في غيرهم كان عن صدق وإخلاص، وكذلك حباً ووفاء للناس وإتيانهم بالخير.

شرح حديث جرير:(بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة ... )

قال رحمه الله: [حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى عن إسماعيل، قال: حدثني قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله، قال: (بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم) ] .وهذا فيه منزلة النصح؛ ولهذا النبي عليه الصلاة والسلام جعل يبايع عليه، وإذا بايع النبي عليه فإنه ينبغي أن تكون بيعة المسلمين أيضاً لحاكمهم على النصح، والنصح لهم ولغيرهم ببيان الحق، وذلك أن الأمة إذا غاب عنها معنى التناصح ضلت، وبقي الخطأ وانتشر؛ لهذا ينبغي للمسلم ألا يبايع بيعة على السمع والطاعة مجرداً بل والنصح فيها، وفيه إشارة أيضاً أنه إذا كان هذا من النبي عليه الصلاة والسلام، فإنه لغيره من باب أولى، والنبي عليه الصلاة والسلام هو المعصوم.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام