فهرس الكتاب
الصفحة 128 من 189

لهذا ينبغي للإنسان أن يعلم أن أعظم ظلم يقع فيه هو الإشراك مع الله عز وجل غيره، لهذا ينبغي أن يحترز منه، وقد تقدمت الإشارة معنا لماذا كان الشرك من أخطر الذنوب، وذلك أنه هو الذي يخرج الإنسان من الملة، وأن الله عز وجل لا يغفره لصاحبه إلا أن يتوب بنفسه، وكذلك أيضاً ما يتبع ذلك من المواريث، وكذلك أيضاً من الاستغفار والصلاة عليه؛ وهذا لعظم جرمه في حق الله سبحانه وتعالى. والظلم في قوله جل وعلا: الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ [الأنعام:82] اختلف فيه المفسرون من السلف، هل الظلم المراد في هذه الآية هو الشرك؟ نقول: إن هذا الحديث فاصل في ذلك، ونستطيع أن نقول: إن هذا الخلاف لا يعول عليه؛ لأنه جاء عن علي بن أبي طالب وجاء عن عكرمة، والآثار في هذا التفسير ضعيفة، والأحاديث كذلك فيه ضعيفة، والذي ورد عن المفسرين من الصحابة في هذا أن المراد بذلك هو الشرك، وقد نقول: إن الأحاديث أو الآثار عن الصحابة في تفسير الظلم في هذه الآية هي في الشرك، ويتفقون في ذلك في الأخبار الصحيحة، أما في قول الله عز وجل: إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ [لقمان:13] فهو مفسر لتلك الآية كما في هذا الحديث، وفي هذا أيضاً أن الصحابة قد تغيب عنهم بعض معاني القرآن، فإذا غاب عن الصحابة فإن ذلك لمن بعدهم من باب أولى.

قال رحمه الله: [باب علامة المنافق] .

شرح حديث أبي هريرة: (آية المنافق ثلاث ... )

قال رحمه الله: [حدثنا سليمان أبو الربيع، قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر، قال: حدثنا نافع بن مالك بن أبي عامر أبو سهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان) ] .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام