فهرس الكتاب
الصفحة 165 من 189

وقوله سبحانه وتعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي [المائدة:3] ، الدين قبل كماله هو كامل بحق أهله، ومن مات من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل كمال الدين فهو على دين تام، ومن اختارهم الله عز وجل على شيء من العبادة حتى قبل فرض الشرائع فإن هؤلاء على دين تام، ومن توفي قبل أن يفرض الصيام، أو يفرض الحج ولم يحجوا فهم على دين تام على ما هم عليه يخاطبون من الشريعة، وفي قوله سبحانه وتعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ [المائدة:3] ، يعني من نزل عليه الخطاب فدينه كامل على هذا النحو، وتقصيره في هذه الأحكام تقصير في دينه، فمن قصر في شيء من الأحكام فقد قصر في شيء من الكمال.

شرح حديث أنس:(يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله وفي قلبه وزن شعيرة من خير ... )

قال رحمه الله:] حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا هشام، قال: حدثنا قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله وفي قلبه وزن شعيرة من خير، ويخرج من النار من قال: لا إله إلا الله وفي قلبه وزن برة من خير، ويخرج من النار من قال: لا إله إلا الله وفي قلبه وزن ذرة من خير) ، قال أبو عبد الله: قال أبان، قال: حدثنا قتادة، قال: حدثنا أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم: (من إيمان مكان من خير) ].وهذا تقدم الكلام عليه أيضاً، وفي حديث أبي هريرة (مثقال ذرة من خير) إشارة إلى أن رحمة الله عز وجل سبقت غضبه، وفيه أيضاً إشارة إلى أن المؤمن لا يخلد في النار، فلا بد أن يخرج في يوم من الأيام، ولكن الله عز وجل ينقيه من الذنوب إذا كان ممن لم يكتب الله عز وجل لهم الرحمة، ولم يشأ أن يغفر لهم.

شرح حديث عمر بن الخطاب: أن رجلاً من اليهود قال له: (يا أمير المؤمنين آية في كتابكم ... )

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام