قال رحمه الله: [حدثنا الحسن بن الصباح سمع جعفر بن عون قال: حدثنا أبو العميس، قال: أخبرنا قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن عمر بن الخطاب أن رجلاً من اليهود قال له: يا أمير المؤمنين آية في كتابكم تقرءونها لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيداً، قال: أي آية؟ قال: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا [المائدة:3] ، قال عمر: قد عرفنا ذلك اليوم، والمكان الذي نزلت فيه على النبي صلى الله عليه وسلم، وهو قائم بعرفة يوم جمعة].في هذا إشارة إلى حسد اليهود لهذه الأمة، وهم أيضاً من أعلم الناس بفضائل هذه الأمة، وأكثرهم إدراكاً لما خصها الله عز وجل به من الخصائص، وكذلك فإن معرفتهم في هذه الآية وقولهم لعمر بن الخطاب في خلافة عمر: آية في كتابكم لو علينا أنزلت معشر اليهود. إشارة إلى أنهم يقرءون القرآن، ويعلمون معانيه، ولكن منعهم من قبول الحق والإذعان له الكبر والحسد. وهذه الآية من أعظم الآيات التي أنزلت على هذه الأمة، فيها تمام الشريعة، وهي أيضاً تتضمن حفظ هذا الدين إلى قيام الساعة، كما في قول الله سبحانه وتعالى: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [الحجر:9] ، هذا الدين الكامل محفوظ من أن يبدل، أو يغير، أو يزاد في كلام الله عز وجل شيئاً ما ليس منه، وهذا أعظم الفضل؛ لهذا نقول: إن من أعظم آي القرآن قول الله جل وعلا: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ [المائدة:3] .