فهرس الكتاب
الصفحة 179 من 189

وتقدم معنا مسألة الخوف والرجاء والمحبة، وأنه ينبغي للإنسان أن يتوسط بين الخوف والرجاء على الدوام، ويكون ذلك ممتطياً للمحبة، وهذا له أثر في مسألة من اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، فالشبهات نسبية، قد تكون شبهات لديك لكنها محكمة عند غيرك؛ لهذا ينبغي للإنسان في حال الشبهات أن يسأل غيره، لقوله سبحانه: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [النحل:43] ، وقول النبي عليه الصلاة والسلام: (إنما شفاء العي السؤال) ، فينبغي للإنسان إن جهل شيئاً من أحكام الدين أن يعلم أن جهله ذلك دليل على عدم علمه، وعدم علمه لا يعني عدم العلم بها عند غيره، فينبغي أن يسأل. وإذا تردد الأمر المتشابه لدى الإنسان، لا يدري حلال أو حرام، اختلف فيه العلماء، فينبغي أن يغلب جانب الاحتياط في دينه؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام يقول: (فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه) ، تقدم معنا مسألة الاستبراء للعرض، وأن الإنسان إذا ترك المحرم خشية أن يقع الناس في عرضه هل هذا جائز أم ليس بجائز؟ فذكرنا جوازه، وكذلك أيضاً في تمثيل النبي عليه الصلاة والسلام كالراعي يرعى حول الحمى، وهذا من ضرب الأمثلة في بيان الحق، وليفهم الناس. قوله صلى الله عليه وسلم: (ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله) ، هذا إشارة إلى أهمية القلب، والذي به يعي الإنسان، فينبغي للإنسان أن يهتم بالأعمال القلبية أكثر من الأعمال الظاهرة؛ ولهذا يقول النبي عليه الصلاة والسلام كما جاء في حديث أبي هريرة: (إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسامكم، وإنما ينظر إلى القلوب التي في الصدور) .

قال رحمه الله: [باب أداء الخمس من الإيمان.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام