والسيئة تعظم ولكن لا تضاعف، تعظم لورود أسباب منها: تعظيم المكان، فمثلا في المسجد الحرام، لقوله تعالى: وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ [الحج:25] إشارة إلى أن إرادة الإلحاد في المسجد الحرام يختلف عن غيره. أو ما يتعلق بتعظيم الزمن، فمثلاً في رمضان، فالسيئة فيه أعظم من غيره، وفي الأشهر الحرم السيئة أعظم من غيرها، ومثله أيضاً اليمين بعد العصر كما جاء في الحديث ونحو ذلك. وكذلك تعظم السيئة بعمل القلب وهو الغفلة عن تعظيم الله سبحانه وتعالى، فربما تكون السيئة التي يفعلها الإنسان صغيرة فتكون كبيرة عند الله سبحانه وتعالى؛ وسبب ذلك أن الإنسان فعل هذه السيئة باستهتار وغير مبالاة بالله جل وعلا، فما نظر إلى عظمة الخالق سبحانه وتعالى، وإنما نظر إلى صغر معصيته. ولهذا قال ابن شهاب الزهري كما روى الإمام مسلم رحمه الله: أعجب حديثين حُدثت بهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما حدثني بها حميد عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (دخلت امرأة النار في هرة حبستها، لا هي أطعمتها، ولا هي جعلتها تأكل من خشاش الأرض) ، أما الحديث الثاني: (فرجل لم يعمل خيراً قط، فقال لأبنائه: إن أنا مت فأحرقوني، ثم اطحنوني، ثم ذروني في الريح، فوالله لئن قدر الله علي ليعذبني عذاباً ما عذبه أحداً من العالمين) .