الأمر الثاني: أن يكون ذلك بالقصاص في الدماء وبإعادة الحقوق إلى أصحابها، إن كانت من الموادعات، وأما ما يتعلق بالوقيعة في أعراض الناس، وكذلك أمور الغيبة، أو ما يتعلق بالقذف ونحو ذلك، فيقال: الاستحلال إن علموا بذلك، وإذا لم يعلموا فإن على الإنسان أن يكثر من الاستغفار والتوبة إلى الله أن يتوب عليه. وليس للإنسان أن يخبر غيره أنه تحدث به وهو لا يعلم؛ لأن هذا مما يدعو إلى الضغينة والحقد ونحو ذلك، فإذا تكلم الإنسان في مجلس لا يسمعه إلا واحد، ولم ينقل ذلك الخبر، ليس له أن يأتي إلى من تكلم بهم ويخبرهم بذلك؛ لأن ذلك يفضي إلى الخصومة والشقاق، لكن يكثر لهم من الاستغفار والتوبة، وفيما يظهر لي أنه إذا وقع فيهم بباطل أن يقوم بتصحيح الباطل عند من أبطل حقه عندهم، كأن يكون مثلاً قال: فلان كذاب، فوقع فيه، يأتي إليهم ويذكر أنني افتريت على فلان، وفلان والله إنه صادق، أو فلان يسرق، فيأتي إلى من كذب عنده فيقوم بتصحيح ذلك الأمر، وأرى أن هذا كفارة له مع الاستغفار والتوبة له.