فهرس الكتاب
الصفحة 125 من 189

من قال من العلماء: إن الكبائر لا تكفرها الطاعات فمن باب أولى الشرك الأصغر؛ لأنه أعلى منها مرتبة. والنوع الثاني من الظلم: هو ظلم الإنسان لغيره، وظلم الإنسان لغيره على أنواع: ظلم في أبواب الدماء، وظلم في أبواب الأموال، وظلم في أبواب الأعراض، وهذه المظالم مما لا يغفرها الله جل وعلا للإنسان، حتى يعيدها لأصحابها، ودليل ذلك ما جاء في الصحيح في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحلله منها من قبل أن يأتي يوم لا دينار فيه ولا درهم) ، وأيضاً يدل على هذا ما جاء في حديث علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن جابر بن عبد الله، وتارة يرويه عن عبد الله بن أنيس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يحشر العباد حفاة عراة، فيناديهم الله جل وعلا بصوت يسمعه من قرب كما يسمعه من بعد، فيقول: أنا الملك أنا الديان، لا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل النار وله عند أحد من أهل الجنة حق حتى أقصه منه، حتى اللطمة، ولا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة وعليه حق لأحد من أهل النار حتى أقصه منه حتى اللطمة. قالوا: كيف وإنا نأتي الله جل وعلا حفاة عراة، فقال: بالحسنات والسيئات) .وهذه الحقوق قلنا: إنها لا تدخل في دائرة توبة الإنسان، فمثلاً: إذا أخذ الإنسان من أحد من الناس ديناراً أو درهماً قرضاً، أو مظلمة بينه وبينه عن طريق السرقة أو الغصب فإنها لا تدخل تحت المغفرة؛ لأن وهذا الله عز وجل أخذ على نفسه أن هذه الأمور لا يغفرها للعباد، فلا بد فيها حتى تسقط من أمرين: الأمر الأول: المسامحة والاستحلال في الدنيا.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام