فهرس الكتاب
الصفحة 120 من 189

وهنا قال النبي عليه الصلاة والسلام: (إذا التقى المسلمان بسيفيهما) ، يعني: أن المسلمين يتخاصمون، وربما بلغت تلك الخصومة إلى التقاتل، وإراقة الدماء، وهذا لا ينزع عنهما اسم الإسلام، ولهذا سماهم الله جل وعلا المؤمنين وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا [الحجرات:9] ، فذكر اقتتالهم سبحانه وتعالى ومع ذلك سماهم المؤمنين، وهنا في تسميتهم المؤمنين مع أنهم على الاصطلاح يسمون بالمسلمين؛ وذلك لوقوعهم في شيء من الذنب، ولكن يقال: إن الإيمان إذا انفرد دخل فيه الإسلام، وكذلك الإحسان، وإذا اجتمعا فإنهما يختلفان، كما في قصة قَالَتِ الأَعْرَابُ [الحجرات:14] ، وهذا فيه إشارة إلى أن الإسلام والإيمان يختلفان عند اجتماعهما، ويتفقان عند افتراقاهما، فيشمل أحدهما الآخر. وفي قوله هنا: (بسيفيهما) إشارة إلى الغلبة، فقد يكون ذلك بالرماح، وقد يكون بالنبال، أو كذلك أيضاً ربما بالحجارة ونحو ذلك، ولكن هذا هو الأغلب، يعني: غاية ما يحرص عليه الإنسان في القتل هو أن يحمل السيف، أما الالتقاء بغير ذلك فإنه لا يكون غالباً، كما أنه ليس المراد به القصر على السيف.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام