فهرس الكتاب
الصفحة 119 من 189

حدثنا عبد الرحمن بن المبارك، قال: حدثنا حماد بن زيد، قال: حدثنا أيوب ويونس، عن الحسن، عن الأحنف بن قيس قال: (ذهبت لأنصر هذا الرجل فلقيني أبو بكرة، فقال: أين تريد؟ قلت: أنصر هذا الرجل. قال: ارجع فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار. فقلت: يا رسول الله! هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال: إنه كان حريصاً على قتل صاحبه) ].في قول: الأحنف بن قيس: (ذهبت لأنصر هذا الرجل فلقيني أبو بكرة، فقال: أين تريد؟ قلت: أنصر هذا الرجل. قال: ارجع فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا التقى المسلمان بسيفيهما) إشارة إلى الفتنة التي وقعت بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكرة ممن اعتزل الفتنة. وفي قوله: (فلقيني) جاء في بعض الأخبار (أنه لقيه ومعه سيف، فسأله: أين تريد؟ فقال: أنصر هذا الرجل) ، فالنصرة تكون للظالم والمظلوم، فأما بالنسبة للمظلوم فنصرته على الظالم، وأما بالنسبة للظالم فبدفع ظلمه عن المظلوم، وذلك رحمة به وشفقة. وفي قوله: (إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار) ، ترجم المصنف عليه رحمة الله في قوله: قال: [فسماهم المؤمنين] على قول الله عز وجل: وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ [الحجرات:9] ، الطوائف إنما سميت كذلك لأنه يطاف من حولها لكثرتها، والطواف على شيء هو الاستدارة عليه، وكأنهم من قوتهم وعصمتهم وكثرتهم وتضافرهم مع بعضهم يطوف طرفهم على وسطهم لوجود أمير ونظام فيهم. وفي قوله: اقْتَتَلُوا [الحجرات:9] ذكرنا أن المقاتلة شيء والقتل شيء، فالمقاتلة هي: مفاعلة تكون بين اثنين كل واحد منهم حريص على قتل صاحبه، أما القتل فهو الذي يكون من شخص واحد، والآخر لا يريد القتل، وهذا كقتل النائم، أو قتل الغافل، أو الذي لا يعلم عن ذلك شيئاً.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام