الثاني: أن يكون الأمر المبغَض مجمعا عليه لا مختلفا فيه، فإن كان مختلفا فيه اختلافا له حظ من النظر فلا يكفر.
وبغض الشرائع على قسمين:
-بغض وكره استثقال ومشقة، فهذا ليس بكفر، فقد قال تعالى"كتب عليكم القتال وهو كره لكم"فأخبر أنهم يكرهون القتال وأنه مكروه إلى النفوس طبيعة، لما يحمله من الموت والمشقة.
-بغض وكره الشرائع لذاتها ولكونها من عند الله تعالى لا على سبيل الاستثقال والمشقة فهذا من أنواع النفاق الاعتقادي كما ذكر العلماء ومن الأمور المخرجة عن الملة كما قال تعالى"ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم"وذلك كما يبغض كثير من العلمانيين الحجاب أو الحكم بشرع الله أو غير ذلك.
10.السحر:
بجميع أنواعه من الصرف والعطف والتخيلي وغير ذلك كفر بالله تعالى، قال تعالى"واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر"فهذا يفيد أن السحر كفر بالله تعالى، وأيضا فإن السحر لابد فيه من استخدام الشياطين، والشياطين لا يخدمون الساحر حتى يشرك بالله تعالى ويكفر به ويقدم لهم القرابين ويتقرب إليهم بالكفر بالله تعالى، وهذا أمر معلوم، فهو يتضمن أيضا الشرك بالله تعالى.
11.سب الصحابة:
وذلك أن الله تعالى قد أثنى عليهم في القرآن في آيات كثيرة منها، قوله تعالى"والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه .."وقال تعالى"محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم ..."فمن سبّهم كلهم أو جمهورهم واعتقد فيهم السوء، فهو مكذب للقرآن ومكذبه كافر.
قال ابن تيمية رحمه الله"وأما ما جاوز ذلك إلى أن زعم أنهم ارتدوا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا نفرا قليلا لا يبلغون بضعة عشر نفسا أو أنهم فسقوا عامتهم، فهذا لا ريب في كفره، لأنه مكذب لما نصه القرآن في غير موضع من الرضا والثناء عليهم بل من يشك في كفر مثل هذا، فإن كفره متعين"انتهى، وقال السبكي"إن سب الجميع بلا شك أنه كافر، وهكذا إذا سب واحدا من الصحابة حيث هو صحابي لأن ذلك استخفاف بحق الصحبة، ففيه تعرض إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلا شك في كفر الساب .."انتهى.
أما تخصيص أفراد من الصحابة بالسب بما لا يتعلق بصحبتهم كوصف أحدهم بالجبن ونحوه، فهذا ليس بكفر ولكن يبدع صاحبه ويعزر عن ذلك.
وهذا الناقض يدخل في ناقض التكذيب الذي سبق.
12.عدم تكفير المشركين أو الشك في كفرهم:
وهذا الناقض داخل في ناقض التكذيب الذي سبق قريبا، وذلك أن من لم يكفر من كفره الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ولم يعتقد كفره فهو مكذب لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، إذ يقول الله تعالى عن المشركين إنهم كفار، وهو يقول ليسوا بكفار، فهو مكذب، والمكذب كما سبق كافر، وهذا الناقض ينطبق على الكافر الأصلي والمرتد ولكن بشروط وقيود: