الصفحة 47 من 108

-المنافق والزنديق الذي يظهر الإسلام ويخفي الكفر إذا اطلع على كفره ونفاقه وزندقته ببينة لا يستتاب بل يقتل مباشرة، لأنه إذا أظهر التوبة لم يزد على ما كان عليه قبل من إظهار الإسلام، وقد ورد أن عليا رضي الله عنه أُتي بأناس من الزنادقة ارتدوا عن الإسلام فسألهم، فجحدوا، فقامت عليهم البينة العدول، قال فقتلهم ولم يستتبهم، وقال: وأُتي برجل كان نصرانياً وأسلم، ثم رجع عن الإسلام، قال: فسأله فأقر بما كان منه، فاستتابه، فتركه، فقيل له: كيف تستتيب هذا ولم تستتب أولئك؟ قال: إن هذا أقر بما كان منه وإن أولئك لم يقروا وجحدوا حتى قامت عليهم البينة فلذلك لم أستتبهم. رواه الدارمي في كتاب"الرد على الجهمية"، ورواه أحمد في أهل الملل والردة والزنادقة وتارك الصلاة والفرائض من كتاب الجامع، لكن تقبل توبته فيما بينه وبين الله تعالى إن كان صادقا، وإن تاب قبل القدرة عليه قبل منه لأنه باعترافه يخرج من حد الزندقة التي هي إظهار الإيمان وإبطان الكفر.

-لا يجوز المن على أسرى المرتدين ولا قبول الفداء فيهم باتفاق المذاهب.

-لا يجوز إقامة الهدنة مع دار الردة على الموادعة في ديارهم بخلاف دار الحرب والكفر الأصلي فإنهم يجوز مهادنتهم، وكذا لا يجوز مصالحة المرتدين في دار الردة على مال يقرون به على ردتهم، ويجوز أن يصالح أهل الحرب والكفر الأصلي، ذكر ذلك الماوردي في الأحكام السلطانية، وعلى ذلك فمهادنة الحكام المرتدين ومصالحتهم لا تجوز شرعا.

-يجب تكفير المرتد والحكم عليه بالردة والبراءة منه، ولا يشترط في ذلك أن يقدر على تنفيذ حكم الشرع فيه من الخروج عليه إذا كان حاكما أو مجرد قتله إذا كان غير ذلك، أو غير ذلك من الأحكام، وفي هذا رد على من قال لا داعي لتكفير الحكام لأنه لا فائدة من تكفيرهم لعدم القدرة على الخروج عليهم، فإن الأحكام التي تختص بالمرتد ليست محصورة بالخروج عليه أو قتله فقط، بل تشمل تكفيره أولا ثم البراءة منه وبغضه ومعاداته وعدم الصلاة عليه وفسخ نكاحه وعدم إنكاحه وعدم الصلاة خلفه أو توريثه وعدم الترحم عليه، وغير ذلك من الأحكام المترتبة على الردة، أضف إلى ذلك أن بتكفيره والحكم عليه بالردة تتبيّن سبيل المجرمين من سبيل المؤمنين كما قال تعالى"وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين"ويعرف المسلم من الكافر وإلا لو ترك الأمر هكذا لاختلطت الصف المسلم، وتمييز الصف المسلم مقصد للشارع كما قال تعالى"ليميز الله الخبيث من الطيب"وقد حكم الرسل في حال استضعافهم على أقوامهم المكذبين بالكفر بل وأعلنوا ذلك، مع كونهم لا يستطيعون قتلهم ولا جهادهم، فهل ما فعلوه يعد عبثا ولا فائدة فيه؟.

-نواقض الإسلام: هي ما يخرج به المرء من الإسلام بعد ما يدخله، وهي الأمور المكفرة.

-وهي كثيرة ومنها:

1.الشرك الأكبر بالله تعالى:

وهو أعظم النواقض إثما وظلما، فهو أظلم الظلم وأعظم الكفر.

وقد سبق الكلام عليه وتعريفه بأنواعه.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام