-الدليل على الاعتقاد قوله صلى الله عليه وسلم لما سأله جبريل ما الإيمان فقال"أن تؤمن بالله وملائكته "وقد سبق، والدليل على القول قوله صلى الله عليه وسلم"الإيمان بضع وسبعون شعبة فأعلاها قول لا إله إلا الله ..."والدليل على العمل قوله تعالى"وما كان الله ليضيع إيمانكم"أي صلاتكم فسمى الصلاة وهي عمل إيمانا.
-أن اعتقاد القلب يشمل أقوال القلوب وهي عقائدها وتصديقها، ويشمل أعمال القلب كاليقين والإخلاص والتوكل والخشوع والورع والتقوى وغير ذلك، فكل ذلك داخل في الإيمان.
-أن إقرار اللسان يشمل النطق بالشهادتين وإقرار العقائد القلبية به، ويشمل الذكر باللسان.
-أن عمل الجوارح يشمل كل الأعمال البدنية.
-اعتقاد أن الإيمان يزيد وينقص، فهو يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، قال تعالى"ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم"وقال تعالى"فزادهم إيمانا"وكل ما قبل الزيادة فهو قابل للنقصان.
-أن الإيمان له شعب كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم فأعلاها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، وله عرى كثيرة أوثقها الحب في الله والبغض في الله والموالاة في الله والمعاداة فيه.
-من شعب الإيمان ما هو أصل الإيمان يزول بزواله وينتقض، كشعبة التوحيد لا إله إلا الله والصلاة، ونحوها مما نص الشارع على زوال أصل الإيمان وانتقاضه بتركه.
-من شعب الإيمان ما هو من واجبات الإيمان ينقص الإيمان بزوالها كالحب في الله والبغض فيه، وأن يأمن جاره بوائقه، ونحوه مما يأثم تاركه، ومثله اقتراف المحرمات كالزنا وشرب الخمر والسرقة، وصاحبه لا يكفر ولا يزول عنه أصل الإيمان، بل ينتقص بذلك إيمانه الواجب، فلا يكون من المؤمنين المستحقين للوعد المطلق، السالمين من الوعيد.
-ومن شعب الإيمان ما هو من كمال الإيمان المستحب، كإماطة الأذى عن الطريق، ونحوه مما هو من مكملات الإيمان المستحب، فلا يأثم من أخل به.
-وعلى هذا التقسيم يكون للإيمان أصل لا يصح إلا به، وله كمال واجب، وكمال مستحب، وكل نفي للإيمان ورد في نصوص الشرع، فإما أن يراد به نفي أصل الإيمان فيكون صاحبه كافرا كقوله تعالى"فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ..."وإما أن يراد به نفي الإيمان الواجب، أي كماله الواجب، فيكون صاحبه آثما أو فاسقا، كقول النبي صلى الله عليه وسلم"لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن"وغير ذلك، وذلك لأن نفي الإيمان صيغة وعيد، والوعيد لا يرد إلا في حق من فعل محرما أو ترك واجبا، فإما أن يكون من أصل الإيمان أو من الإيمان الواجب.
-أن من انتقض إيمانه بشيء من نواقض الإيمان فكفر، لم تنفعه بقية شعب الإيمان إن وجدت عنده، ومن أخل بالإيمان الواجب فهو إلى مشيئة الله إن شاء عذبه، وإن شاء غفر له ما دام عنده أصل الإيمان.
-أن الإيمان عند أهل السنة يتبعّض، فيذهب بعضه ويبقى بعضه خلافا لأهل الأهواء.