الثاني: المحال في حق الله تعالى، وهو صفات النقص.
الثالث: الجائز في حق الله تعالى، كإرسال الرسل وإنزال الكتب، فلا يجب في حقه سبحانه ذلك، لكن يجوز في حقه سبحانه.
-الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات، فإذا قال قائل في صفة من الصفات كيف هي؟ نقول له كيف هو؟ فكما أنك تنهى عن الكلام في الذات فنحن أيضا ننهى عن الكلام في الصفات، وكما أن ذاته لا تشبه ذوات المخلوقين فكذا صفاته لا تشبه صفات المخلوقين.
-أن الرسل جاءت بإثبات مفصّل ونفي مجمل، فأثبتوا صفات الكمال على وجه التفصيل، ونفوا عنه صفات النقص على وجه الإجمال، خلافا لأهل البدع الذين يفصّلون في نفي النقص، ويجملون في الإثبات، وهذه القاعدة عامة غالبة وإلا فقد يأتي في النصوص الإثبات المجمل والنفي المفصل كنفي الصاحبة والولد.
-أن القول في بعض الصفات كالقول في البعض الآخر، فمن نفى بعض الصفات وأثبت البعض الآخر لزمه فيما أثبته نظير ما يلزمه فيما نفاه.
-أن الكلام صفة قائمة بالله تعالى أزلا وأبدا والله تعالى يتكلم بصوت وحرف يسمع، قال تعالى"وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيا"والمناداة والمناجاة تكون بصوت، فالمناداة هي الصوت الرفيع، والمناجاة هي الصوت المنخفض، وفي الصحيحين قال صلى الله عليه وسلم"يقول الله تعالى يوم القيامة: يا آدم، فيقول: لبيك وسعديك، قال: فيقول الله تعالى بصوت يسمع: يا آدم أخرج بعثا إلى النار"والشاهد"بصوت يسمع"وأما الأدلة على الحروف فقوله صلى الله عليه وسلم"من قرأ حرفا من كتاب الله ..."رواه الترمذي، وصححه الألباني في صحيح الجامع، وكتاب الله هو كلامه، وكلام الله تبع لمشيئته.
-إثبات صفة العلو المطلق لله تعالى على جميع خلقه، وهي من الصفات الذاتية، وقد ثبتت هذه الصفة لله تعالى بالكتاب والسنة والإجماع والعقل والفطرة والأدلة على ذلك كثيرة جدا.
-إثبات إستواء الله تعالى على عرشه استواء يليق بجلاله وعظمته على ظاهره بلا تأويل، وهو من الصفات الفعلية.
-الله عز وجل يقرب من عباده قربا حقيقيا مع علوه على عرشه، يقرب إلى عباده كيف شاء، فهو قريب في علوّه، عال في قربه، يعني مع كونه فوق سماواته هو قريب إلى عباده، ومع كونه قريب إلى عباده هو فوق سماواته فهو عال، لأن العلو ذاتي، فلا يمكن أن يكون فوق الله تعالى شيء، ولا يُقاس سبحانه وتعالى بخلقه.
-الرحمة والخلق والأمر والعلم والقدرة تطلق تارة ويراد بها الصفة، وتطلق تارة ويراد بها متعلق الصفة والسياق هو الذي يدل على ذلك.
فيُقال رحمة الله ويراد بذلك الصفة.
ويقال رحمة الله ويراد بذلك أثر رحمته، فيقال للمطر هذا رحمة الله.
وهلم جرا.