محاسبة الحاكم والمسؤولين واختيار الحاكم، وعليه فلا يكفر من امتدحها أو أشاد بها إلا بعد الاستفصال وإقامة الحجة.
-حكم أنصار الطواغيت وحماتهم:
وحكمهم أنهم كفار مرتدون على التعيين والأدلة على ذلك متظافرة، فمن ذلك:
1.أن الكفر بالطاغوت شرط للإيمان بالله وقد سبق ذكر ذلك، قال تعالى"فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى"فمن لم يكفر بالطاغوت وآمن به لم يصح إيمانه بالله، ومن أعظم مظاهر عدم الكفر بالطاغوت والإيمان به نصرته وحمايته، وإذا كان مجرد التحاكم إلى الطاغوت يفيد أن من تحاكم لم يكفر به فكيف بالذب عنه ونصرته وإقامته.
2.أن الطواغيت كفار ويقيمون الكفر والشرك ويفرضونه على الناس، ونصرته وحمايته والذب عنه تتضمن الرضا بالكفر وإقراره، بل وزيادة، وسيأتي إن شاء الله أن ذلك من نواقض الإسلام.
3.قال تعالى"الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا"فكل من قاتل دفاعا عن حكم كافر أو دستور أو قانون كافر كما يفعله أنصار الطواغيت والحكام المرتدين، فقد قاتل في سبيل الطاغوت، ومن قاتل في سبيل الطاغوت فهو كافر بنص الآية.
4.قوله تعالى"الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون"فبين الله سبحانه أن الذين كفروا هم أولياء الطاغوت أي أحبابه وأنصاره وأعوانه، فمن كان وليه الطاغوت فهو كافر بنص الآية.
5.أن تولّي الكفار ونصرتهم على المسلمين من الموالاة الكفرية المخرجة من الملة كما سيأتي بيانه والتدليل عليه إن شاء الله، وتولي الطاغوت ونصرته على المسلمين من ذلك بل وأعظم، فإن الطاغوت كافر وزيادة، فكل طاغوت كافر وليس كل كافر طاغوت.
6.إجراء النبي عليه الصلاة والسلام حكم الكفار - في أخذ الفداء من الأسرى - على عمّه العباس بن عبدالمطلب لما خرج مع الكفار يوم بدر.
والحديث أصله بالبخاري، وفيه عن أنس رضي الله عنه أن رجالاً من الأنصار استأذنوا رسول الله عليه الصلاة والسلام فقالوا: ائذن لنا فلنترك لابن اختنا عباس فداءَه، قال عليه الصلاة والسلام:"والله لا تذرون منه درهماً"وقول الأنصار (ابن اختنا عباس) لأن جدته أم أبيه عبدالمطلب كانت منهم أي من أهل يثرب.
قال ابن حجر في شرحه:"قوله (إن رجالاً من الأنصار) أي ممن شهد بدراً، لأن العباس كان أُسِرَ ببدر كما سيأتي، وكان المشركون أخرجوه معهم إلى بدر، فأخرج ابن إسحاق من حديث ابن عباس «أن النبي عليه الصلاة والسلام قال لأصحابه يوم بدر:"قد عرفت أن رجالاً من بني هاشم قد أُخرِجوا كرهاً، فمن لقي أحداً منهم فلا يقتله"- إلى أن قال ابن حجر - وأخرج ابن إسحاق من حديث ابن"