فهرس الكتاب
الصفحة 61 من 76

الأفعال، مثل الرضا والغضب والسخط ونحو ذلك، الأشعريُّ سار في هذا الطريق، وهذه المرحلة الثانية التي ينتسب إليها فيه الأشاعرة.

ثم أبو الحسن الأشعري رحمه الله له مرحلة ثالثة وأخيرة في حياته، وهي مرحلة الرجوع إلى عقيدة السلف، ألَّف فيها عددا من الكتب؛ بل قال في كتابه الإبانة:

(وبما كان يقول به أي هو يقول: أبو عبد الله أحمد بن حنبل؛ نضّر الله وجهه، ورفع درجته، وأجزل مثوبته قائلون: ولمن خالفَ قولَه مجانبون؛ لأنَّه الإمام الفاضل، والرئيس الكامل) .

الخلاصة: ثلاث مراحل في حياته، والأشاعرة اليوم على المرحلة الثانية، لكنه هو في المرحلة الأخيرة، رجع إلى مرحلة أهل السنة والجماعة، يقول ابن كثير:

ذكروا للشيخ أبي الحسن الأشعري، رحمه الله، ثلاثة أحوال:

أولها: حال الاعتزال، التي رجع عنها لا محالة.

والحال الثاني: إثبات الصفات العقلية السبعة، وهي: الحياة والعلم، والقدرة والإرادة، والسمع والبصر، والكلام، وتأويل الجبرية؛ كالوجه، واليدين، والقدم، والساق، ونحو ذلك.

والحال الثالثة: إثبات ذلك كلِّه من غير تكييف ولا تشبيه، جريا على منوال السلف، وهي طريقته في الإبانة التي صنفها آخرا، وشرحه القاضي الباقلاني، ونقلها أبو القاسم ابن عساكر، وهي التي مال إليها الباقلاني وإمام الحرمين، وغيرهما من أئمة الأصحاب المتقدمين، في أواخر أقوالهم، والله أعلم. هذا كلام ابن كثير رحمه الله. [1]

وهناك كتب أربعة يشير إليها الذهبي رحمه الله، وهذه الكتب الأربعة كلها في عقيدة السلف، وأنه على المنهج رحمه الله سبحانه وتعالى، في كتاب له اسمه (الموجز) ، وكتاب اسمه (الإبانة) ، وكتاب (مقالات الإسلاميين) ، وفي كتاب ضخم (رسائل إلى أهل الثغر) ، فهذه الكتب كلُّها قرَّر فيها؛ أن من انتسب إلى المرحلة الأخيرة من الأشعري فهو من أهل السنة، والانتساب نفسه لا يصح.

(1) طبقات الشافعيين لابن كثير (ص: 210)

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام