جاء في الحديث حديث علي رضي الله تعالى عنه، (يظهر بعدي قوم يظهرون محبتكم أهل البيت لهم نبز) ، ونبز لقب، حتى بالعامية فلان ينبز فلانا، {وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ} . (الحجرات: 11) ، (لهم نَبْزٌ يسمون الرافضة، فأينما لقيتهم فاقتلهم فإنهم مشركون) ، [1] فظهروا في أيامه فأتوه، فقالوا: أنت وأنت، يعني إلهنا فمن ادعى في علي الألوهية كفر، والكافر بعد أن كان مسلما يصبح مرتدًّا، فنهانهم عن ذلك، واستتابهم فأبوا فقتل بعضهم وأوقد لأكثرهم نارا، بعد أن قتلهم ألقاهم فيها وأحرقهم، لكنه عندما راجعت هذه المسائل، وجدت أن عليا قد ندم على فعله هذا، قال ما معناه: (يا ليتني اكتفيت بالقتل) ، [2] ، وكذلك أبو بكر لما حرق، قال: (ليتني لم أفعل) ، [3] ، وإن كان الثابت أن الحرق كان بعد القتل، ولم يثبت في رواية أنه جاءت قبل القتل وهم أحياء، فلم يثبت ذلك، والله أعلم.
ومشهور قوله رضي الله عنه: إني إذا رأيت أمرا منكرا أوقدت ناري ودعوت قنبرا، [4] وقنبر هو رجل تحت يده مباشرة، يعني هو مسئول التنفيذ المباشر من أوامره، وهو كان مولىً له على حجابه.
(1) أما مرفوعا فلا يثبت، انظر السلسة الضعيفة (24/ 568) ح (6267) .
(2) الوارد في ذلك عند أحمد عن عكْرمة: أن عليّا أخذ ناساً ارتدُّوا عن الإسلام، فحرَّقهم بالنار، فبلغ ذلك ابنَ عَباس، فقال: (لو كنتُ أَنا لم أُحَرَّقهم) ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لا تعَذبوا بعذاب الله عز وجل أحداً"، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من بدل دينه فاقتلوه"، فَبَلغَ عليّا ما قال ابن عباس، فقال: (ويحَ ابنِ أمِّ ابن عباس) . مسند أحمد ت شاكر (3/ 155) رقم (2552) ، وقال شاكر: [إسناده صحيح, .. ] ، وفي رواية: (وَيْحَ ابْنِ أُمِّ الْفَضْلِ، إِنَّهُ لَغَوَّاصٌ عَلَى الْهَنَاتِ) . في الرد على الجهمية للدارمي (ص: 199) ح (361) ، السنن الكبرى للبيهقي (8/ 351) رقم (16859) .
[قال السنديّ: قالوا: كان ذلك منه =أي التحريق من علي رضي الله عنه= عن رأي، واجتهاد، لا عن توقيف، ولهذا لمّا بلغه قول ابن عبّاس، استحسنه، ورجع إليه، كما تدلّ عليه الروايات. انتهى] . ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (31/ 391) .
(3) ورد أَنَّ أَبَاهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، دَخَلَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ، فِي مَرَضِهِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ، فَرَآهُ مُفِيقًا، ... وفيه ... أنه قال: (َوَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ حَرَّقْتُ الْفُجَاءَةَ السُّلَمِيَّ، لَيْتَنِي قَتَلْتُهُ سَرِيحًا، أَوْ خَلَّيْتَهُ نَجِيحًا، وَلَمْ أُحَرِّقْهُ بِالنَّارِ) . الأموال لابن زنجويه (1/ 301) رقم (467) و (1/ 347) رقم (548) .
(4) جاء في (الشريعة) للآجري (4/ 1988) قول علي رضي الله عنه:
لَمَّا سَمِعْتُ الْقَوْلَ قَوْلًا مُنْكَرَا ... أَجَّجْتُ نَارًا, وَدَعَوْتُ قَنْبَرَا.