فهرس الكتاب
الصفحة 75 من 737

عذر في ترك التضرع، إلا عنادهم وقسوة قلوبهم، وإعجابهم بأعمالهم التي زينها الشيطان لهم، وقال القائل [1] :

ألا زعمت أسماء أن لا أحبها ... فقلت بلى لولا يناز عني شغلي [2]

ولم يكن الفيروزآبادي ناقلاً فحسب بل كان ناقداً لبعضها منتصراً لبعضها الآخر، ففي بصيرة (الله) سبحانه وتعالى ... وقول الزمخشري: ومن هذا الاسم اشتق تأله وأله واستأله، غير سديد؛ لأن لفظ الإله مشتق، وله أصل عند الزمخشري وعلى زعمه فكيف تكون الأفعال المجردة والمزيدة مشتقة منه، بل تكون الأفعال مشتقة من المصادر كما هو رأي البصريين، وبالعكس كما هو رأي الكوفيين، وأما كون الأفعال مشتقة من الأسماء فلم يذهب إليه ذاهب [3] ، وبما أنَّ الزمخشري كان يناصر الاعتزال في تفسيره فقد رد عليه الفيروزآبادي في بصيرة (لن) ، قائلاً: إنَّ (لن) حرف نصب ونفي واستقبال ولا يفيد توكيد المنفي ولا التابيد، خلافا للزمخشري ولو كانت للتأبيد لم يقيد باليوم في قوله تعالى: {فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا} [مريم: 26] ، ولكان ذكر الأبد في قوله تعالى: {وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا} [البقرة: 95] ، تكراراً والأصل عدمه [4] .

(1) هو: أبو ذؤيب الهذلي الشاعر المشهور اسمه خويلد بن خالد بن مُحَرِّث بن رُبَيْد بن مخزوم بن صاهلة، ويقال اسمه خالد بن خويلد، كان مسلماً على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يره، توفي في خلافة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - بحدود سنة 30 هـ في غزاة أفريقيا. ينظر: الاستيعاب في معرفة الأصحاب 4/ 1648، ومعجم الأدباء 3/ 306، والإصابة في تمييز الصحابة 7/ 131.

(2) ديوان الهذليين: دار الكتب المصرية 1364هـ، 1/ 34.

(3) ينظر: البصائر 2/ 19 - 20، بصيرة في الله - جل جلاله -.

(4) ينظر: البصائر 4/ 465، بصيرة في لن.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام