فهرس الكتاب
الصفحة 681 من 737

المطلب الأول

تعريف الجِنّ

الجن لغة: ستر الشيء عن الحواس، يقال خبهُ الليل، وأخبهُّ، وجن عليه، إذا ستره كما قال تعالى: {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا} [الأنعام:76] ، والجَنَانُ، القلب لكونه مستوراً عن الحواس، وسميت الجنة إما تسبيهاً بالجنة في الأرض مع الفرق الكبير بينهما، وأما لستره نعمها عنَّا المشار إليها بقوله تعالى: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} [السجدة:17] [1] .

ويطلق الجن عند الفيروزآبادي على وجهين [2] :

الأول: للروحانيين المستترين عن الحواس كلها بإزار الأنس، وعلى هذا تدخل فيه الملائكة والشياطين، فكل الملائكة جن، وليس كل الجن ملائكة، وسموا بذلك لاستتارتهم عن الحواس.

الثاني: يطلق على بعض الروحانيين، وذلك لأن الروحانيين ثلاثة، أخيار وهم الملائكة، وأشرار وهم الشياطين، وأوساط فيهم أخيار وأشرار وهم الجن، ويدل على ذلك قوله تعالى: قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2) وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا (3) وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا (4) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (5) وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا (6) وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا (7) وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا (8) وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ

(1) ينظر: العين 6/ 20 ـ 21، مادة (جن) ، ولسان العرب 13/ 95، مادة (جنن) ، والبصائر 2/ 354، بصيرة في الجنة.

(2) البصائر 2/ 354، بصيرة في الجنة.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام