وقد اعتمد عليه في القراءة أيضاً فقرئ في الشَّاذِّ (عتى حين) [1] ، قرأ بها ابن مسعود - رضي الله عنه - فلما بلغ ذلك عمر - رضي الله عنه - قال: إن القرآن لم ينزل على لغة هذيل فأقرئ الناس بلغة قريش قال الفراء: (حتى) لغة قريش وجميع العرب إلاّ هذيلاً وثقيفاً فإنهم يقولون: عتى وأنشدني بعض أهل اليمامة:
لا أضع الدلو ولا أصلي
عتى أرى جلتها تولي
صوادراً مثل قباب التل [2]
وقال الفَرَّاء أيضاً: (حتاه أي: حتى هو، وحتام أصله حتاما، فحذفت ألف ما للاستفهام، وكذلك كل حرف من حروف الجر يضاف في الاستفهام إلى ما، كقوله تعالى: {فَبِمَ تُبَشِّرُونَ} [الحجر: 54] وقال تعالى: {فِيمَ كُنْتُمْ} [النساء: 97] ، و قال تعالى: {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ} [النبأ: 1] [3] .
ثانيا: الزَّجَّاج:
هو: إبراهيم بن السري بن سهل أبو إسحاق الزجاج اخذ عن المبرد وثعلب واخذ عنه علي بن عبد الله بن المغيرة بن الجوهري وغيره.
(1) الآية 25 من سورة المؤمنين، الآية 174 من سورة الصافات.
(2) ينظر: البصائر 2/ 429 - 430، بصيرة في حتى.
(3) البصائر 2/ 430، بصيرة في حتى، وينظر: معاني القرآن للفراء 2/ 253.