فهرس الكتاب
الصفحة 67 من 737

وفي قوله تعالى: {ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى} [المؤمنون: 44] ، أي: متواترين، وقال الفراء يقال تَتْرٌ في الرفع وتَتْراً في النصب وتَتْرٍ في الجر، والألف فيه بدل التنوين [1] ، ومن ذلك أيضاً في قوله تعالى: {فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ} [البروج: 10] ، أي: لهم عذاب بكفرهم وعذاب إحراقهم المؤمنين، وحرقت الشيء حرقة وأحرقته. وقال الفراء الحرقة والحُرقة وأحرقه بالنار وحرقه شدد للكثرة وقرء لتحرقنه، يقول للسامري لَتحرقن بيدك إلهك الذي ظَلْتَ عليه عاكفا [2] ، وقد ينقل قولا للفراء دون الإشارة إليه ففي تفسير قوله تعالى: {زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ} [النور: 35] ، قال الفيروزآبادي:"أي تطلع عليه الشمس دائماً" [3] .

وهذا قول عزاه المحقق النَّجَّار [4] ، إلى الفراء ففي معاني القرآن هي شجرة الزيت التي تنبت على مرتفع من الأرض فلا يسترها عن الشمس شيء [5] ، وفي أحيان أخرى كان يرد على الفراء ففي بصيرة (عدل) نقل قول الفراء (العدل) بالفتح ما عادل الشيء من غير جنسه والعدل بالكسر المثل نقول: عندي عدل غلامك وعدل شاتك إذا كان غلاما يعدل غلاما أو شاة تعدل شاة فإذا أردت قيمته من غير جنسه نصبت العين وربما كسرها بعض العرب فكأنه (منهم غلط) وقد اجمعوا على واحد الأعدال أنه عِدل بالكسر [6] . فرد الفيروزآبادي على الفراء قائلاً: ولم يقولوا أنَّ العرب غلطت وليس إذا اخطأ مخطئ وجب أن تقول أنَّ بعض العرب غلط [7] .

(1) معاني القرآن: أبو زكريا يحيى بن زياد الفراء، ت 207هـ، عالم الكتب ـ بيروت، الطبعة الثالثة 1403هـ ـ 1983م، (د. تح) ، 2/ 236، و ينظر البصائر 2/ 295، بصيرة في تترى.

(2) البصائر 2/ 453، بصيرة في الحرق.

(3) البصائر 3/ 311، بصيرة في الشرق.

(4) ينظر: المصدر نفسه.

(5) ينظر: معاني القرآن للفراء 2/ 253.

(6) البصائر 4/ 28، بصيرة في العدل.

(7) المصدر نفسه.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام