فهرس الكتاب
الصفحة 674 من 737

أما سبب كون المنافقين في الدرك الأسفل من النار؛ لأنهم شر أهلها لما جمعوا بين الكفر والنفاق في مخادعة الله والمؤمنين وغشهم، واستهزائهم بالإسلام وأهله، فهم يمثلون الخطر الحقيقي الذي يواجهه الإسلام فهو أخطر من الكفار، وذلك لما يخفى في داخله، ولهذا كان عذابه أشد من عذاب الكافر، فأرواح المنافقين أسفل الأرواح، وأنفسهم أخس الأنفس، فغلب عليهم الجهل والشرك بالله فكانوا أسفل الناس أرواحاً وعقلاً، منهم أجدر الناس بأن يكونوا في الدرك الأسفل من النار [1] .

دَرَكَاتُ النَّارِ عند الفيروزآبادي:

قال الفيروزآبادي: والدّرَك: اسم في مقابلة الدَّرَج بمعنى: أَنَّ الدّرج مراتب اعتباراً بالصّعود، والدّرك مراتب اعتباراً بالهبوط. ولهذا عبّروا عن منازل الجنِّة بالدّرجات، وعن منازل جهنَّم بالدّركات. وقد ورد الدرك في القرآن على وجوه، منها بمعنى منازل أهل النار نحو قوله تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ} [النساء:145] [2] .

وقال:"إِنَّ دركات جهنم سبعة:"

1 ـ هاوية للفراعنة.

(1) ينظر: تفسير النسفي 5/ 313، وتفسير القرآن الحكيم (تفسير المنار) 5/ 381 ـ 382، وصفوة التفاسير 1/ 313.

(2) ينظر: البصائر 2/ 596، بصيرة في الدرك.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام