فهرس الكتاب
الصفحة 672 من 737

المطلب الثامن

دَرَكَات النَّار

لقد ورد في القرآن الكريم أَنَّ للنار دركات، قال تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ} [النساء:145] ، وقد قرئ الدرك بسكون الراء وتحريكها [1] ، وهي لغتان، والعرب تستعمل لكل ما يتسافل أدرك ولما تعالى درج [2] .

قال الضحاك: الدرج إذا كان بعضها فوق بعض، وقد تسمى النار درجات كما قال تعالى: {أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (162) هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (163) } [آل عمران:162 ـ 163] ، وبنحوه قال القرطبي [3] ، وقال ابن عباس (رضي الله عنهما) : إن المنافقين في أسفل النار، النار دركات سبعة أي طبقات ومنازل وأعلى تلك المنازل جهنم ثم لظى ثم الحطمة ثم السعير ثم سقر ثم الجحيم ثم الهاوية، وقد تسمى جميعاً باسم الطبقة

(1) قرأ الكوفيون عاصم، وحمزة والكسائي (من السبعة) وخلف (من العشرة) ، وافقهم الأعمش (من الأربعة عشر) بإسكان الراء، وفتحها الباقون. ينظر: السبعة في القراءات ص 239، والتيسير في القراءات السبع ص 98، والنشر في القراءات العشر 2/ 253، وإيضاح الرموز ومفتاح الكنوز في القراءات الأربع عشرة ص 353، وإتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربع عشرص 195.

(2) ينظر: الجامع لأحكام القرآن 3/ 368.

(3) ينظر: التخويف من النار والتعريف بحال دار البوار، الحافظ أبي فرج زين الدين عبد الرحمن بن أحمد ابن رجب الحنبلي البغدادي الدمشقي، ت 795 هـ، مكتبة دار البيان ـ دمشق، الطبعة الثانية 1412هـ ـ 2000 م، تحقيق: بشير محمد عيون، ص 58.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام