جنة الخلد [1] ، واختلفوا في جنة المأوى المذكورة في قوله تعالى من سورة النجم: ... {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) } [النجم:13 ـ 15] ، فذهب علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، وأبو هريرة، والحسن أنها جنة المأوى، وهي جنة الخلد، وسميت جنة المأوى لأنَّ المؤمنين يأوون إليها يوم القيامة [2] ، وذهب ابن عباس وقتادة إلى أنها ليست جنة الخلد بل هي جنة تأوي إليها أرواح المؤمنين والشهداء [3] ، وذهب البعض إلى أنها جنة تأوي إليها الملائكة (عليهم السلام) بمن فيهم جبريل وميكائيل [4] .
والذي أراه بعد أن استعرضت الآراء السابقة ترجيح القول الأول على أنها جنة الخلد لما قدمناه من أدلة على أن الجنة مخلوقة موجودة وأن جنة آدم - عليه السلام - إنما هي جنة الخلد، لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - عندما رأى الجنة في ليلة الإسراء والمعراج ووصفها لنا، فإنما كان وصفه لجنة الخلد لا لجنة غيرها، والله تعالى أعلم.
الاسم السادس: جنات عدن:
سمى الله تعالى الجنة بأنها جنات عدن إحدى عشرة مرة في القرآن الكريم [5] ، فقال تعالى: {جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ} [مريم:61] . قال الراغب: ..."جنات عدن: أي استقرار وثبات وعدن بمكانها كذا استقر، ومنه المعدن لمستقر"
(1) ينظر: جامع البيان 21/ 68، والجامع لأحكام القرآن 14/ 107، وتفسير القرآن العظيم 3/ 463، وروح المعاني 21/ 133.
(2) ينظر: النكت والعيون 4/ 24، والجامع لأحكام القرآن 17/ 96، والتفسير الكبير 28/ 124، وروح المعاني 27/ 50، وتفسير أبي السعود 8/ 157.
(3) ينظر: الجامع لأحكام القرآن 17/ 96، والتفسير الكبير 28/ 292، وروح المعاني 27/ 50.
(4) ينظر: الجامع لأحكام القرآن 17/ 96.
(5) ينظر: المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم ص 570.