وجل واصفاً جنة النعيم: {لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ (73) } [الزخرف:73] ، وأشجار الفاكهة ـ كما هو معروف ـ كثيرة لا تقتصر على النخيل وحده [1] .
أولاً: الجنة لغةً: قال ابن منظور:"الجنة: البستان، ومنه الجنات، والعرب تسمي النخيل جنة، قال زهير [2] :"
كأن عينيَّ في غربي مقتّلة من النواضح تسقي جنّة سحقا [3]
والجنة: الحديقة ذات الشجر والنخل، وجمعها جنات، وفيها تخصيص، ويقال للنخيل وغيرها" [4] . وورد هذا المعنى في معاجم اللغة الأخرى [5] ."
وعرف الراغب الأصفهاني الجنة بأنها:"كل بستان ذي شجر يستر بأشجاره ... الأرض" [6] ، والقرآن الكريم تحدث عن الحدائق في الأرض وسماها جنة.
قال سبحانه: {لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ} [سبأ:15] ، وقال تعالى: {وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ} [سبأ:16] .
ثانياً: الجنة في الاصطلاح الشرعي: هي الدار التي أعدَّها الله سبحانه وتعالى في
(1) ينظر: الصحاح 5/ 3094، مادة (جنن) ، والقاموس المحيط 4/ 212، مادة (جنن) . وتاج العروس 9/ 166، مادة (جنن) ، والمعجم الوسيط 1/ 141.
(2) زهير بن أبي سلمى بن ربيعة بن رباح المزني، من مضر، حكيم الشعراء في الجاهلية، توفي قبل الهجرة ... بـ (13) سنة، ينظر: الأعلام 3/ 52.
(3) لسان العرب 13/ 99 ـ 100، مادة (جنن) .
(4) ينظر: الصحاح 5/ 3094، مادة (جنن) ، وتاج العروس 9/ 166، مادة (جنن) .
(5) مفردات ألفاظ القرآن ص 98، مادة (جن) .
(6) لسان العرب ص 13/ 100، مادة (جنن) .