أجساماً نوارنية والسيئات أجساماً ظلمانية [1] ، وقال شارح الطحاوية:"والذي عليه أهل السنة أن ميزان الأعمال له كفتان حسيتان مشاهدتان، واستشهد لكلامه بعدة أحاديث منها ما روى الإمام أحمد، ابن مسعود أنه كان يجني سواكاً من الأراك، وكان دقيق الساقين فجعلت الريح تكفؤه فضحك القوم منه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (مم تضحكون؟ قال: يا نبي الله من دِقَّةِ ساقيه، فقال: والذي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان من أُحُدٍ) [2] " [3] .
وقال الفيروزآبادي:"الوَزْنُ: التَّقْدِير، وقوله تعالى: {وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ} [الرحمن:9] " [4] .
وقال الفيروزآبادي أيضاً:"قال أَبو الدّرداءِ وعَطاء: أَقِيمُوا لِسَانَ المِيزانِ [5] بالعَدْل [6] ... وقولُه تعالى: {وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7) أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ (8) } [الرحمن:7 ـ 8] ، قيل: أَراد بالميزان العَدْلَ، أي لا تتجاوزوا العدلَ" [7] .
(1) ينظر: المواقف للإيجي بشرح السيد الشريف 7/ 195، وشرح المقاصد 5/ 121.
(2) صحيح أخرجه الإمام أحمد عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -، والطبراني في مناقب ابن مسعود - رضي الله عنه -، (واللفظ للإمام أحمد) : مسند الإمام أحمد رقم 3991، 1/ 420، المعجم الكبير 8452، 9/ 78.
(3) شرح الطحاوية ص 363
(4) ينظر: البصائر 5/ 207، بصيرة في وزن.
(5) والوزن اعتبار العدالة في الشيء ومعرفة قدره، وسمى الله تعالى كل ما يعرف به العدالة الميزان وغلى ذلك أشار بقوله تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ} [الحديد:25] ، لكل من الرسل ميزاناً كما جعل الله كتاباً وهو ما يعرف به الحق من الباطل في الاعتقاد والصدق والكذب في المقال والجميل من القبيح في الفعال، ينظر: كتاب الاعتقاد للراغب ص 259.
(6) الميزان: هو العدل، قال به مجاهد وقتادة وغيرهما، ينظر: تفسير القرآن العظيم 4/ 314.
(7) البصائر 4/ 296، بصيرة في قسط.