فهرس الكتاب
الصفحة 634 من 737

لأنَّ حمل الوزن على هذا المعنى شائع في اللغة، وبهذا قال مجاهد والضحاك والأعمش [1] .

2 ـ وقال الأشاعرة: إن الميزان له لسان وكفتان توزن في إحدى كفتيه الحسنات وفي الأخرى السيئات فمن رجحت حسناته دخل الجنة ومن رجحت سيئاته دخل النار ومن تساوت حسناته وسيئاته تفضل الله عليه فأدخله الجنة [2] .

وروده في القرآن الكريم: الميزان ورد ذكره صراحة في نصوص القرآن الكريم كما في قوله تعالى: ... {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} [الأنبياء:47] ، وقوله تعالى: {فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (102) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (103) } [المؤمنون:102 ـ 103] .

وأما حقيقته وكيفيته وهل هو ميزن واحد للخلائق كلهم أو موازين كثيرة، فيوكل كل ذلك إلى الله سبحانه وتعالى على أن أكثر المفسرين ذهبوا إلى أنه ميزان واحد، وإنما جمع باعتبار تعدد الأعمال الموزونة فيه [3] ، وقد أنكره بعض المعتزلة ذهاباً منهم إلى أن الأعمال أعراض لا يمكن وزنها، إذ لا توصف بالخفة والثقل، والوزن للعلم بمقدارها وهي معلومة لله تعالى فلا فائدة فيه، فيكون قبيحاً تنزه الله تعالى عنه وقالوا: المراد بالميزان: العدل الثابت في كل شيء.

وأجيب: بأنه توزن صحائف الأعمال [4] ، وذلك بأن يحدث الله سبحانه وتعالى فيهاً وزناً يحسب درجات الأعمال عند الله تعالى، وقيل: بل تجعل الحسنات

(1) ينظر: أصول الدين الإسلامي للدكتور رشدي عليان والدكتور قحطان الدوري ص 473.

(2) مقالات الإسلاميين للأشعري ص 147.

(3) ينظر: جوهرة التوحيد ص 196، وتفسير القرآن العظيم 4/ 566.

(4) قاله ابن عمر (رضي الله عنهما) ، ينظر: الجامع لأحكام القرآن 7/ 165، وفتح الباري 13/ 539.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام