فهرس الكتاب
الصفحة 63 من 737

اعتمد عليه الفيروزآبادي أكثر من (37) مرة في تفسيره لبعض الآيات في أجزاء البصائر (الثاني، الثالث، الرابع، الخامس) .

قال الفيروزآبادي في بصيرة الخير:"قال ابن عرفة في قوله تعالى: {أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ} [التحريم: 5] :لم يكن على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيرٌ من نسائه ولكن إذا عصينه وطلقهن على المعصية فمن سواهن خيرٌ منهن" [1] .

وفي قوله تعالى: {يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ} [النور: 35] قال ابن عرفة: هذا مثل ضربه الله تعالى لرسوله - صلى الله عليه وسلم - يقول: يكاد منظره يدل على نبوته وإن لم يتل قرآناً كما قال عبد الله بن رواحه - رضي الله عنه:

لو لم تكن فيه آيات مبينة ... كانت بديهته تنبيك بالخبر [2]

وفي بصيرة (نطق) ينقل الفيروزآبادي ما ذهب إليه ابن عرفة في تفسير قوله تعالى: {عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ} [النمل: 16] . والفرق بين النطق والصوت، الصوت يقال لغير المخاطبين من الحيوان، والنطق إنما يكون لمن عبر عن معنىً، فلما فهم سليمان - عليه السلام - الطير سماه منطقاً؛ لأنه عبر به عن معنى فهمه، فهو بالنسبة إليه ناطقٌ وإن كان صامتاً، وبالنسبة إلى من لا يفهم عنه صامت وان كان ناطقاً.

وفي تعقيبه على قول جرير:

لقد نطق اليوم الحمام لتطربا

قال ابن عرفة: فإن الحمام لا نطق له وإنما له صوت لكن استجاز الشاعر ذلك؛ لأن

(1) البصائر 2/ 573، بصيرة في الخير.

(2) ينظر: المصدر نفسه.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام